الخميس، 4 مارس 2010

دعوهم يختاروا

خلال رحلتنا في الحياه، بعضنا قد حقق جزءا كبيرا من أحلامه، والبعض الآخر لم يحقق إلا القليل وللأسف هناك لم يحقق أي من طموحاته حتى الآن، وأولا وأخيرا انه من توفيق الله وإرادته ولا يعلم احدنا مستقبله . . . فقط مشيئة الله هي الغالبة.
وفي جميع الأحوال – سواء نجحنا في تحقيق أحلامنا أو فشلنا فيها – فإننا نجبر أولادنا بقصد أو بدون قصد على استكمال نجاحنا فيهم أو تعويض ما فشلنا في عمله.
الناجح منا يريد من أبنائه استنساخ نفسه فيهم وتكملة مساره في الحياه بإجباره على سلوك نفس خطواته بل وامتهانه نفس مهنته التي برز فيها، أما الذين لم يوفقوا في حياتهم يجبرون أبنائهم أيضا على تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خلال مسيرتهم . . .
الكل يتجاهل رغبات أبنائه ورؤاهم الشخصية وأحلامهم ونظرتهم لمستقبلهم ويريد أن يحقق فيهم ما يريد وما يفضل بغض النظر عن ما يرغبون أو يحبون.
في عالمنا العربي والإسلامي جيوش من الأطباء ومثلهم من المهندسين، وهما التخصصان المرغوبان لنا جميعا لتوجيه أبنائنا إليهما. لدينا كتائب من المحاسبين والقانونيين وخريجين عاطلين عن العمل وذلك بسبب توجهاتنا الخاطئة في النظرة المستقبلية لأبنائنا وبالتالي يفشل الجميع في أن يكونوا محبين لمهنتهم ومنتجين من خلالها، أو يصبحوا عاطلين عن العمل للزيادة الرهيبة في تخصصات لسنا في حاجه إلى هذا العدد الكبير من خريجيها.
أيها السادة . . . لا نريد جيوشا من الخريجين بلا فائدة أو طائل منهم، ويجلسون على المقاهي وتتلقفهم أيادي الفساد، بل نريد علماء وأدباء ومفكرين ومبدعين في مجالات عملهم.
دعونا نكف أيدينا عنهم ونترك لهم خياراتهم مهما كانت سيئة أو قليلة القيمة في نظرنا، فهي من وجهة نظرهم كل الطموح والأماني التي يريدون تحقيقها. هذه الاختيارات هي التي سوف يبدعون فيها مستقبلا طالما أرادوها برغبتهم وأحبوها وحلموا بها.دعوا لهم الاختيار كي ينجحوا ويبدعوا، قد يكون الاختيار لم يكن متاحا لنا في الماضي بسبب أشياء كثيرة لذا فلنتركهم لاختياراتهم وأحلامهم في المستقبل، وكما قلنا في البداية التوفيق من عند الله ومشيئته هي – في النهاية – الغالبة.

الاثنين، 8 فبراير 2010

"عيون" في عامها الثاني



اليوم ، تكون "عيون" قد أكملت عامها الأول وتحبو حثيثا نحو المزيد من التطور والتقدم.

نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم معلومات وأفكار جديدة لقرائنا.
نأمل أن نكون قد نجحنا في فتح آفاق جديدة من العلم النافع والمعرفة الصحيحة لكل من تابعنا بدون تضليل أو جهل.
نأمل أن نكون قد وصلنا إلى العقول والقلوب دون تزييف للحقائق أو لوي لوقائع.
نأمل أن نكون قد حققنا جزءاً من أهدافنا نحو البحث عن أخطائنا ومحاولة إصلاحها بدءا بأنفسنا.
نأمل أن نكون قد نجحنا في تبسيط الثقافة لإعادة بناء مجتمع واعي بما يدور حوله.

مازلنا في أول خطوة في المشوار نحو الهدف ومازالت طموحاتنا كبيرة في المستقبل، وفي التغيير نحو الأفضل للنهوض بالأمة لنكون في المقدمة بدلا من اللحاق بالركب.
بتواصلكم معنا وبمساهماتكم ودعمكم نتمنى الاستمرار بما بدأناه معا فنحن لم نكن إلا بكم وبمتابعاتكم وآرائكم ومطالعتكم لمجلتنا الوليدة.

بدءا من هذا العدد ينضم إلى مجلتنا المتواضعة الأستاذ/ عبدا لعزيز دلول ، المتخصص في البرمجة اللغوية العصبية ، والكاتب والمتحدث والملهم للكثيرين بأحاديثه وأرائه وأفكاره المبدعة سواء المنشورة في المطبوعات أو المرئية عبر الوسائط المختلفة. نتمنى أن نستفيد جميعا من أفكاره البناءة.
أيضا بدءا من هذا العدد سوف ترون صفحات جديدة في المجلة عسى أن تكون مفيدة للجميع وتقدم لكم كل ما هو نافع.

يسألونك عن الأهلة . . .


يتزامن هذه الأيام حلول السنة الهجرية الجديدة مع العام الميلادي الجديد ، مع دعواتنا للجميع بالتوفيق.

يقول عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم غدًا في الحساب أن تحاسبوها وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).


نعتقد أن الغالبية العظمى منا تعلم حساب المثلثات وحساب الكميات والمقادير والجبر والهندسة ويعلمون جيدا حساب فوائدهم في البنوك وحساب تجارتهم وما آلت إليه من ربح أو خسارة والى أخره من الحسابات الدنيوية.
ونعتقد أيضا أن الغالبية العظمى منا تنسى دائما أهم أنواع الحساب وهو حساب النفس مع أنها اقرب الأشياء لنا لكنها ابعد الأشياء منا حين نفكر في محاسبتها.
لو كانت المحاسبة للنفوس قائمة لما رأيت معصية ولما رأيت شركًا ولا نفاقًا ولا رأيت غيبة ولا نميمة ولا رأيت ربًا وزنًا ولا خمرًا ولا رأيت صغيرة ولا كبيرة، ما رأيت إيمانًا كاذبًا ولا غشًا ولا خداعًا ولا ظلمًا ولا جورًا ولا عدوانًا، لو كانت المحاسبة في النفوس قائمة ما حصلت مشاكل في مال وما قامت منكرات وما كان هناك مشاحنات ولا بغضاء ولا فرقة.
محاسبة النفس يجب أن تكون في كل ليلة حين يضع الإنسان منا رأسه قبل النوم وليس كل عام كالجرد السنوي . . . ويا ليتها حتى كانت كل عام.

محاسبة النفس عن أخطائنا اليومية التي فعلناها وظلمنا بها أنفسنا والأهم ما أخطأنا به في حق غيرنا وظلمناهم أو أسأنا إليهم فهؤلاء سيقتصون منا يوم القيامة، فبادروا بمحاسبة أنفسكم وطلب الصفح والمسامحة ممن أسأتم إليهم.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا ، أذن لهم بدخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا . " صحيح البخاري".