الاثنين، 8 فبراير 2010

"عيون" في عامها الثاني



اليوم ، تكون "عيون" قد أكملت عامها الأول وتحبو حثيثا نحو المزيد من التطور والتقدم.

نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم معلومات وأفكار جديدة لقرائنا.
نأمل أن نكون قد نجحنا في فتح آفاق جديدة من العلم النافع والمعرفة الصحيحة لكل من تابعنا بدون تضليل أو جهل.
نأمل أن نكون قد وصلنا إلى العقول والقلوب دون تزييف للحقائق أو لوي لوقائع.
نأمل أن نكون قد حققنا جزءاً من أهدافنا نحو البحث عن أخطائنا ومحاولة إصلاحها بدءا بأنفسنا.
نأمل أن نكون قد نجحنا في تبسيط الثقافة لإعادة بناء مجتمع واعي بما يدور حوله.

مازلنا في أول خطوة في المشوار نحو الهدف ومازالت طموحاتنا كبيرة في المستقبل، وفي التغيير نحو الأفضل للنهوض بالأمة لنكون في المقدمة بدلا من اللحاق بالركب.
بتواصلكم معنا وبمساهماتكم ودعمكم نتمنى الاستمرار بما بدأناه معا فنحن لم نكن إلا بكم وبمتابعاتكم وآرائكم ومطالعتكم لمجلتنا الوليدة.

بدءا من هذا العدد ينضم إلى مجلتنا المتواضعة الأستاذ/ عبدا لعزيز دلول ، المتخصص في البرمجة اللغوية العصبية ، والكاتب والمتحدث والملهم للكثيرين بأحاديثه وأرائه وأفكاره المبدعة سواء المنشورة في المطبوعات أو المرئية عبر الوسائط المختلفة. نتمنى أن نستفيد جميعا من أفكاره البناءة.
أيضا بدءا من هذا العدد سوف ترون صفحات جديدة في المجلة عسى أن تكون مفيدة للجميع وتقدم لكم كل ما هو نافع.

يسألونك عن الأهلة . . .


يتزامن هذه الأيام حلول السنة الهجرية الجديدة مع العام الميلادي الجديد ، مع دعواتنا للجميع بالتوفيق.

يقول عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم غدًا في الحساب أن تحاسبوها وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).


نعتقد أن الغالبية العظمى منا تعلم حساب المثلثات وحساب الكميات والمقادير والجبر والهندسة ويعلمون جيدا حساب فوائدهم في البنوك وحساب تجارتهم وما آلت إليه من ربح أو خسارة والى أخره من الحسابات الدنيوية.
ونعتقد أيضا أن الغالبية العظمى منا تنسى دائما أهم أنواع الحساب وهو حساب النفس مع أنها اقرب الأشياء لنا لكنها ابعد الأشياء منا حين نفكر في محاسبتها.
لو كانت المحاسبة للنفوس قائمة لما رأيت معصية ولما رأيت شركًا ولا نفاقًا ولا رأيت غيبة ولا نميمة ولا رأيت ربًا وزنًا ولا خمرًا ولا رأيت صغيرة ولا كبيرة، ما رأيت إيمانًا كاذبًا ولا غشًا ولا خداعًا ولا ظلمًا ولا جورًا ولا عدوانًا، لو كانت المحاسبة في النفوس قائمة ما حصلت مشاكل في مال وما قامت منكرات وما كان هناك مشاحنات ولا بغضاء ولا فرقة.
محاسبة النفس يجب أن تكون في كل ليلة حين يضع الإنسان منا رأسه قبل النوم وليس كل عام كالجرد السنوي . . . ويا ليتها حتى كانت كل عام.

محاسبة النفس عن أخطائنا اليومية التي فعلناها وظلمنا بها أنفسنا والأهم ما أخطأنا به في حق غيرنا وظلمناهم أو أسأنا إليهم فهؤلاء سيقتصون منا يوم القيامة، فبادروا بمحاسبة أنفسكم وطلب الصفح والمسامحة ممن أسأتم إليهم.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار ، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا ، أذن لهم بدخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا . " صحيح البخاري".

انك لا تهدي من أحببت


كثير منا واجه الفشل في إسداء النصح لشخص قريب منه أو بعيد، وكثير أيضا لم يتقبل منا الإرشاد أو الوعظ أو توجيهه إلى صواب ما.
ومع محاولات الخيرين منا الدائمة إلى تغيير ما حوله من أخطاء وعثرات بالكلمة الطيبة وبالحسنى إلا انه في النهاية معظمنا يلقى نفس عدم الاستجابة والاستهزاء والتهكم ويكون مصيرهم الإحباط والانزواء إلى ركن بعيد من المجتمع.

لكل منا قدرة للمواصلة على هذا النهج، فبعضنا يستسلم من أول مواجهة وبعضنا الآخر طويل النفس ولا يمل من توجيه الناس إلى الصواب ولكن مع مواجهة الكثير من التعنت والصلف واللا مبالاة فهم أيضا يحبطون .
لا نعتب على من يحبط فالكثير من الناس فعلا يرفضون حتى الاستماع إلى النصيحة أو توجيهه إلى ما هو أفضل ودائما يرددون: يا أخي دع الخلق للخالق. . . لا تتدخل فيما لا يعنيك . . . هذه حرية شخصية . . . لا تفرض أرائك وتصرفاتك ومعتقداتك علي . . .انك لست وصيا ًعلي .. .والى آخره من الردود المحبطة للهمم، ولا ندري ما سبب انغلاق البعض منا على أنفسهم وعلى عقولهم .
إن الناصح لوجه الله لا يريد فرض آراء معينة مخالفة للدين أو معتقدات شاذة أو مبتدعه إنما يريد الإصلاح ما استطاع ويحلم بمجتمع طاهر ونظيف ومتحضر لا يسأل عليه من أجر إنما أجره على رب العالمين.

وبعد فشل البعض في دعواهم، لا نستطيع في النهاية إلا أن نواسيهم وندعو للجميع بالهداية ونقول لهم كما قال ربنا الكريم مخاطبا رسوله الهادي الأمين:" إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ باِلْمهتَدِين".

المنطقة الرمادية


ما بين اللون الأسود واللون الأبيض وما بين الخير والشر وما بين الجميل والقبيح وما بين النصر والهزيمة ومابين الحلال والحرام. . . منطقة رمادية ضبابية مشوشة يصعب تصنيفها ولا يحكمها قانون إلا قانون الاختيار بين الأخلاق والضمير... واللا أخلاق واللا ضمير ، والاختيار ما بين الذي يصح والذي هو بعيد تماما عن الصحيح، فهي تقع في مساحة هلامية بين الحلال والحرام ... بين الخطأ والصواب ... بين الموقف و اللا موقف ...
تلك المنطقة تسكنها عقول رفضت إلا أن تعيش على أن خير الأمور الوسط مع أن هناك الكثير من أمورنا المصيرية لا تحتمل تلك المناورة الأخلاقية.
الشخصية الرمادية هي شخصية مخيفة .. غير مأمونة.. فضلت العيش على تلك الحالة بل ونجحت باقتدار فيها .. تميل أحياناً إلى البياض حتى نكاد نظنها رمزاً للخير .. ثم تفاجئنا بلونها الأسود حتى تكاد تفقدنا إيماننا بالبشر وثقتنا فيهم .. الشخصية الرمادية تحدد مواقفها وتستمد قيمها من نظريات العرض والطلب.. ودستورها يستمد حكمه من مادة واحدة هي قانون المصلحة.. وقناعاتها تتشكل حسب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة داهسة - لتحقيق ذلك - على كل الأخلاق والمثل والتعاليم الدينية.
إيقاع الحياة في هذا العصر أدى لازدياد المناطق الرمادية .. وتكاثر الأشخاص الرماديين بشكل بكتيري مقزز ...
علينا الحذر منهم وعلينا أيضا قدر الإمكان تجنب اختياراتنا الباهتة والمشوشة فحياتنا لا تحتمل أنصاف الحلول أو ضبابية الأخلاق والدين.
نسأل الله أن يجنبنا شر المناطق الرمادية ... والشخصيات الرمادية ...


قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقْدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وَهِيَ الْقَلْبُ"

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين


كل عام وانتم بخير بصيامكم رمضان وباحتفالكم بفطركم.

كنا منذ أيام... في صلاة، وقيام، وتلاوة، وصيام، وذكر، ودعاء، وصدقه، وإحسان، وصلة أرحام ! .
والآن منا من استمر على طاعته ومنا للأسف عاد إلى ما كان عليه من تلاهي ولهو.
فإذا كان رمضان قد انقضى فان أبواب الطاعة مازالت مفتوحة وطرق التوبة إلى الله مشرعة كل يوم وليلة وعلى العبد أن يكون مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه.
فإذا كان صيام رمضان انتهى فهناك صيام النوافل، وقيام الليل مشروع في كل ليله كما جاء في السنة المطهرة.
وإذا كنا نتجنب الذنوب والمعاصي في رمضان فيجب علينا أيضا تجنبها في غيره. والآن بعد أن أدينا زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع ففقراء ومساكين رمضان هم نفسهم في غير رمضان. وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هي في كل وقت.

وهكذا .... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان ، فاجتهدوا في الطاعات وإياكم والكسل والفتور .
وحتى تثبت على الطاعة وعلى حالك كما في رمضان عليك بالاستعانة بالله عز وجل، فالله عز وجل لا يخيب من رجاه وقصده وأمّله، أكثر من الدعاء والتذلل لله بأن يثبتك على الطاعة والاستقامة طوال العام، وأكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك).
كذلك عليك بالرفقة الصالحة ممّا يعين على الطاعة، فأختر لنفسك رفقة صالحة تعينك على الطاعة، وتثبتك على الطريق، وتنصحك إذا ابتعدت عن الجادة. وتذكر أن الذنوب من طبيعة الإنسان، ولكن ليكن دأبك التوبة مباشرة بعد الوقوع في الذنب، ولا تسوف، ولا تتأخر وأصدق مع الله حتى يعينك.فإن الآجال بيد الله عز وجل وأنت لا تعلم متى يوافيك الأجل، ففكر في كيف تحب أن تلقى الله عز وجل.

إن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام لذا كونوا ربانيين لا رمضانيين.

رمضان كريم


كل عام وانتم بخير بهذه المناسبة العظيمة وهذه الفرصة الجليلة للتقرب إلى الله وزيادة ميزان الحسنات ومحاولة جادة لتطهير الروح والجسد معا من ذنوب وأدران عام مضى.
لن نعكر عليكم صفو هذا الشهر بما يصح ومالا يصح ، وما هو مفروض وما هو بدعة وسنترك ذلك لمن هو أهله من وسائل الإعلام المختلفة ومن رجالات الدين الثقات.
لكن سنذكركم عل الذكرى تنفع الناسي أو المتناسي ببعض السلوكيات سريعا:

أولا: كما تعلمون جميعا أن رمضان هو شهر واحد في السنة ولن يتكرر مرة أخرى هذا العام ، وان جميع المسلسلات والبرامج على فضائياتنا المحترمة سوف تعاد بعد رمضان وطوال العام حتى يأتي رمضان القادم إن شاء الله وكلكم تعلمون ذلك ، فلا تتركوا عبادة شهر وتراويح وقراءة قرآن وقيام ليل من اجل مسلسل سوف يعاد ثانية مرارا وتكرارا طوال السنة وحتى إن لم يعاد فلن نمرض ولن نموت إن لم نشاهده فكلنا نكون موفورو الصحة قبل رمضان بدون مسلسلاته وبرامجه .

ثانيا: لن يعتاد أبناؤنا الصيام إلا إذا بدءوا بالصوم منذ الصغر ولنعودهم على ذلك بالتدريج، لأنهم إن شبوا على عدم تحمل الصيام فلن يصوموا أبدا، وشاهدنا على ذلك ازدياد مبيعات معلبات التونة والطعام المحفوظ خلال شهر الصوم . . . اللهم إهدِ شبابنا ورجالنا الذين لا يتحملون صوم شهر في السنة.

ثالثا: من المناظر المؤلمة التي نشاهدها في كل سنة في رمضان ازدحام النساء والرجال في الأسواق طوال ليالي رمضان ويزيد هذا الازدحام ويصل ذروته في العشر الأواخر منه!! كل ذلك بحجة الاستعداد لعيد الفطر وشراء الملابس والاحتياجات الخاصة بالاحتفال به. كأننا أمرنا بالاجتهاد في التسكع في الشوارع والأسواق ولم نؤمر بالاجتهاد في العبادة وتحري ليلة القدر والأجر العظيم المترتب على ذلك.

رابعا: إننا كعرب همنا الأول في هذه الدنيا هي الأكل ولا نكف طوال السنة على التهام ما لذ وطاب من خيرات الله، لكن الغريب هو هذا التهافت الغريب على الأسواق لشراء كميات رهيبة ومحيرة من مختلف أنواع الطعام كأننا لا نأكل في غيره وننتظر رمضان بفارغ الصبر كي نأكل كل ما حرمنا منه طوال العام ، فلنتذكر جميعا أن شهر رمضان هو شهر الصوم عن جميع الشهوات ومن عجب أن هذا هو الشهر الوحيد الذي يزيد فيه الإقبال على جميع الشهوات ، وأفرغنا الشهر الجليل من مضمونه ومن الهدف من تشريعه .

كل دقيقة تمر بدون تحصيل اجر في رمضان هو الحرمان بعينه من رحمة الله ومغفرته وكل ساعة تمر في معصية في رمضان تبعدنا عن جنة الرضوان.

اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا.

عِش ودعهم يعيشوا


"عِش، ودع الآخرين ليعيشوا، وامنحهم الحق في ذلك كما منحت نفسك، ولا تعتبر وجودك يقوم على أنقاضهم، ونجاحك على تدميرهم".
تلك المقولة الشائعة لا نستطيع تحقيقها عمليا إلا بالتعايش مع النفس أولا كي نستطيع التعامل مع الغير من منطلق انه مكمل لي وليس نقيضا لوجودي.
إلا أن الكثيرين يسلطون المصباح على غيرهم، نقداً وعيباً وبحثاً عن الزلات والأخطاء، وبث التهم في كل اتجاه، فقبل أن نلقي بالتبعات واللوم على غيرنا ينبغي أن نلوم أنفسنا أولاً، إن جزءاً كبيراً من أدبياتنا وتعاملنا مع الغير مبني على إلقاء التبعات على الآخرين: على الأهل أو المجتمع أو الوطن بل وعلى العالم كله، فهم سبب إخفاق مشاريعنا وخططنا، وبدونهم لنبغنا وتميزنا.
لماذا نتعامل مع الغير كالنبات السام الذي يقتل ما يجاوره كي يعيش منفردا، لماذا يعتقد الفرد أنه إمبراطور داخل محيطه، فيضع نفسه في مقابل العالم وفي تعارض مع الآخرين، ومن أين له هذا الحق وكيف اكتسبه. لماذا دائما أرائنا هي الصحيحة ونحاول فرضها على الآخرين؟
لماذا القينا بآداب الحوار خلف ظهورنا وأصبحت كل تعاملاتنا مع الآخرين سبا وصياحا وامتهانا للكرامة وعدم احترام.
لماذا بات ميزان الحكم على الآخرين من مكيال أنانيتنا ومصلحتنا الشخصية فقط وتناسينا أن معنى البشرية هي في التعايش جنبا بجنب مع الآخر وبدونها نعود القهقرى إلى آلاف السنين وإلى عصور البداءة والهمجية.

دعوة أن ننفتح بذاتنا على الكون، ونستقبل الغير برحابة وسعة صدر في إطار علاقة تقوم على الأخذ والعطاء المتبادل. أن نقتنع أن وجودنا هو بسبب وجود الآخر ومن غيره فلا قيمة لنا .
أن نعي أننا لسنا بآلهة تحاسِب بل بشر يصيب ويخطئ وان لا نزن الناس بوضع السيئات فقط ونقول هذا إنسان ليس حسن أو ليس جيد ، وننسى حسناته ومزاياه .
أن نحاول إيجاد مساحة مشتركة بيننا وبين الآخرين، فقوة المجتمع بمحبة أفراده وتعاونهم فالمحبة تقرب كل الآراء والأفكار مهما كانت بعيدة.
دعوة أن نكون حكماء في معالجة الأمور وكيف نقنع الأخر بحكمة بعيدا عن العصبية البغيضة أو التشنج أو الانفعال.
فالله عز وجل خلق الكون وخلق فيه الجن والإنس ، والأرض والسماء وما فيهن ، ونرى في كل هذا الاختلاف تكامل مفيد وإبداع لا يحصى يدل على عظمة الخالق وهو حكمة إلهية وتكامل بحد ذاته ،ومن هذا المنطلق يجب أن نعرف أن الأساس هو احترام الاختلاف بين الناس، واحترام آرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم . المهم أن ينطلق احترامنا وتقبلنا للآخر من محبة ونية صادقة

وفي النهاية أن التغيير يبدأ بالنفس أولا وقبل أن نتصيد أخطاء الغير ونحاول تغييرهم ،اسأل نفسك أولا هل تحب أن لا يتقبلك الآخرون ، هل تحب أن لا يحترم أفكارك وأرائك الآخرون، فكل شيئا لا تحبه لنفسك ، فإنني ادعوك إلى أن لا تحبه لغيرك،فاجعلوا التعايش بالمحبة والاحترام والتعاون بينكم لكي نكون أقوى، فالإسلام أقوى بالكل وليس بالفرد.

يقول الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

عملة غير قابلة للتداول


الإهمال واللامبالاة وجهان لعملة واحدة رديئة ، أينما تجد واحدة ، تجد الأخرى ملازمة وملاصقة لها.
لسنا خبراء في علوم الاجتماع ولا علم النفس البشري كي نحلل ونعلم أسباب تلك الآفة ونضع الحلول لها، لكننا فقط نلقي الضوء لعل وعسى يعلم كل منا أين يكمن الخلل في حياته ويحاول أصلاح ما أمكن.
جزء كبير من مصابنا في حياتنا الفردية وعلى مستوى المجتمع والوطن سببه هاتان الآفتان. . كيف؟

على المستوى الشخصي فحدث ولا حرج ، كأننا عدنا إلى عصر الإنسان البدائي لكن بقميص وربطة عنق.
إهمال في النظافة الشخصية ، إهمال في الملبس وفي المأكل مع انه الشيء الوحيد الذي نجيده كعرب أهملنا فيه، إهمال في الشارع والحدائق وفي المواصلات العامة وفي كل صغيرة وكبيرة في حياتنا اليومية حتى نظن أننا نقصد تلك اللامبالاة ونخرج من بيوتنا كي نشيع الفوضى من حولنا . . . اعتقد أن تلك إحدى الوظائف التي يقوم بها شباب هذا الجيل، والتي ربيناهم عليها منذ نعومة أظفارهم.

أما على مستوى الأسرة نجد أبا مستهترا وأما لا مبالية ، فنراهما مهملين في واجباتهم كأرباب أسرة مسئولين عن بناء نواة مجتمعية صالحة وأبناء نافعين ، والنتيجة؟ سنعرفها لاحقا.

معظمنا موظفين أو عاملين أو مسئولين وان نظرنا حولنا لوجدنا اللامبالاة واضحة اشد الوضوح في كل تعاملاتنا الوظيفية ، وللتو نشاهد بالتالي الوجه القبيح للإهمال في المهام التي نسأل عنها ، الإهمال في التعامل مع المراجعين ،الإهمال في استخدام الأدوات والأجهزة التي نعمل عليها ونجدها غير صالحة في وقت قصير ، الإهمال في طرقاتنا ومصانعنا ومتاجرنا ومزارعنا ومدارسنا وحتى مستشفياتنا . . . والنتيجة؟

كلنا نعلم أوجه الإهمال واللامبالاة لأننا للأسف الشديد مهملون بصورة أو بأخرى ولا نبالي بأي شيء ودائما نطبق المثل " أنا ومن بعدي الطوفان".

وما النتيجة؟ باختصار شديد لأن الكلام فيه وعنه يحتاج إلى كتب ومراجع:
على مستوى الفرد نجد إنسانا مخربا لكل ما حوله من جماد أو كائنات أو لغيره من البني آدميين ، نجد مبان مدمرة ، ونفوسا محطمه وبيئة لا يقبل أي صاحب عقل الحياة فيها.
على مستوى الأسرة نجد تفشي الطلاق والخيانات الزوجية وضياع الأجيال الصغيرة لإهمالنا تربيتها ...
أما مجتمعيا فلا نجد مجتمع مدني متحضر من أساسه فالفوضى والتسيب هي أساس تعاملنا ونمط حياتنا اليومي . . . ثم وعلى المستوى الأعلى نعاني من التخلف وطنيا وتراجعنا عالميا لأننا بهذه الطريقة لا نجيد أي شيء وكل شيء وبالا مبالاة التي تأصلت في وجداننا نهمل الإتقان في ما ننتج في المصنع والمزرعة والمدرسة ، ثم نضرب كفا على كف أننا صرنا في نظر العالم شعوب من العالم الثالث والرابع والى آخر تلك الأرقام الكئيبة.

إننا لا نضخم الأمور لكن من احد أسباب ما نحن فيه هو الإهمال واللا مبالاة التي أصبحت تجري في عروقنا جنبا بجنب مع كرياتنا الحمراء والبيضاء . . . والسوداء.

دعوة كي نصلح أنفسنا ، فقد وصلنا إلى نقطة اللا عودة بقليل ، وصرنا اقرب إلى الإنسان الأول في كل شيء .
فلننظر في أبداننا وفي أنفسنا وفي كل ما حولنا ، لنسأل أنفسنا لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن ، ولماذا آل بنا الوضع إلى حد الكارثة ، ولنتساءل إلى أين نحن ذاهبون . . .

قال أشرف المرسلين وصاحب الهدي الحكيم: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". . . صدقت يا رسول الله.

وماذا بعد !


سؤال بسيط سنطرحه على أنفسنا وكل منكم سيعرف سؤاله وعليه الإجابة لنفسه . . .

بعضنا عاش ويعيش في لهو ومتعة واستمتاع وتقريبا لم يدع شيء في نفسه إلا وفعله، عاش دنياه كما يجب، هنيئا له دنياه. . . ولكن .. ماذا بعد!
بعضنا والحمد لله - والله يزيده - قضى أوقاته في العبادة وقراءة القرآن والسماع إلى التسجيلات الإسلامية وفي طاعة الله، وأدى كل ما أمر به الإسلام واجتنب جميع النواهي . . . . ثم ماذا بعد!
ويهب الله بعضنا الخير الكثير- وندعو له بالزيادة ولا حسد - وأعطاه كل أو بعض ما يتمناه أي إنسان ، مزارع وتوكيلات سيارات ووظيفة مرموقة ومحال تجارية وأموال قد لا يستطيع حسابها وأحيانا يكون قد اكتفى وزيادة وتمتع بكل مال اكتسبه من جهده ومن تعبه . . . وماذا بعد؟
آتى ربنا - عز وجل - البعض من لدنه العلم الغزير ، والتبحر في خفايا علم الأرض وما تحتها وما فوقها وما يحيط بنا في الكون وما نراه وما لا نراه من خلق الله من الذرة حتى اكبر مجرة ، وصار علامة في وجه التاريخ . . . وماذا بعد؟
وذاك موفور الصحة والعافية ويمتلك قوة في البدن وطاقة في الجسد – أدامهما الله عليه – يتنقل من نادي صحي إلى " جيم" ثم إلى معهد لياقة بدنية ، وصار شمشون زمانه وناء جسمه تحت حمل عضلاته الثقيلة . . . فماذا بعد؟
رزق الله بعضنا الجاه والنسب والحسب وسطوة في الحكم ورفعة في الشأن والمكانة العالية بين الناس ، يحب المجتمع ، ويحبهم . . . وماذا بعد؟

تلك كانت بعض مما أتاه الله ووهب به الكثير منا وفي نفس الوقت يفتقد أيضا الكثير منا لتلك المنح الربانية لأسباب ولحكمه لا يعلمها إلا الواهب القدير ، فهو من قائل بعد بسم الله الرحمن الرحيم :" وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

والسؤال الذي طرحناه في البداية. . . وماذا بعد؟
وماذا بعد إشباع الذات حتى التخمة والفردية المطلقة حتى الثمالة . . . الكثير منا حقق أحلامه الفردية واستكفى ووصل إلى ما كان يحلم به من قوة أو علم أو جاه أو سعادة أو غنى، وكل ما تلا ذلك إنما رفاهية لن تزيده أكثر مما وصل إليه.
ماذا حققنا على المستوى الاجتماعي والوطني والبشري بعد أن وصلنا إلى نهاية التشبع الفردي ووصول "الأنا " إلى أقصى حد . . . الدنيا لا تدوم على حال ولن تدوم إلى الأبد. . .

هل فكرنا في: وماذا بعد؟

اقرأ


بسم الله الرحمن الرحيم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" سورة العلق.
بهذه الآيات القليلة في كلماتها والبليغة في معناها بدأ نزول الوحي على رسولنا النبي الأمي وأول ما نزل من القرآن على خير الأنام ، وبداية الرسالة المحمدية للعالمين اجمع . . . الرسالة المحمدية. . . لاحظوا كلمة الرسالة.
فرسالة الإسلام جاءت من ضمن ما جاءت به التنوير والتعليم والتفقه وكل ما يخص توسعة مدارك الإنسان وحثه على التدبر في خلق الله للوصول لكمال الإيمان.
وللأسف كالعادة، أهملنا احد المبادئ الأساسية للإسلام وبالتالي أصبحنا مُهمَلين من العالم اجمع.
القراءة ثم القراءة ثم القراءة، اقرءوا أي شيء وفي أي شيء فلابد وان نخرج على الأقل بمعلومة واحدة مما نقرأ.
نشتكي من غلاء أسعار الكتب والصحف ، يا أخي لا تشتري إن كان ذلك يعضلك ، اقرأ جريدة زميلك عندما ينتهي منها ، اقرأها منه " بايته" ثاني يوم فالثقافة لا تفسد مع الوقت. استعر من أي صديق أية مجلة أو كتاب في أي مجال ترتاح له، لا تكمله إذا أحسست بالملل لكن على الأقل ابدأ . . اقرأ . . صفحة أو صفحتين . . فلابد وان تخرج مستفيدا بأي قدر من المعلومات.
إذا كان لديك انترنت فخير وبركة. . . و"ببلاش" ستجد ملايين الكتب والقصص والحكايات في كل ما تتخيله ولا تتخيله.
اقرأ في الرياضة ، اقرأ في الأدب ، اقرأ في العلوم . . . اقرأ ما تشاء وابدأ بالقليل فالبداية دائما صعبة ومع المتابعة ستحب القراءة وستتعود أن تكون قارئا ماهرا في المستقبل.
تلك المقدمة الطويلة عن الحث على القراءة لسبب واحد هو أن معظمنا – ولشديد الأسف – لا يعلم شيء في أي شيء ، ويعيش ويموت " شاهد ماشفش حاجه" . . لا يعلم الغالبية العظمى منا ما يدور حوله من أخبار ولا أفراح ولا أتراح ،
وابسط الأشياء من حولنا تحدث وتنتهي ونحن في غفلة عنها. . نصحو من النوم ونأكل وننام . . ولا حصيلة معلوماتية لنا في أي مجال على الإطلاق.
أتعلمون انه حتى الآن ليدري كثير منا ما مشكلة البوسنة؟ ولا يدري من أساسه اين تقع؟ حتى فلسطين التي تقع على بعد خطوات من البعض لا يدري أساس المشكلة ومن أصله لا يعلم لماذا آل وضعها على ما هي عليه الآن؟
لا يدري الكثير منا ترتيب الشهور الهجرية ومن أسف قد لا يستطيع ذكرها ومن دون ترتيب .
بدائيات الحساب نسيه معظمنا منذ أن ترك الدراسة متواكلا على الآلة الحاسبة " ويحتاس " الكثير عندما يقف عاجزا عند دفع الحساب عند أي محل.
الكثير من المعلومات البديهية يجهلها الغالبية العظمى منا وصارت أخبار الفنانين واحدث الكليبات والهواتف المتحركة هي جل أهدافنا والتليفزيون هو المصدر الوحيد للثقافة ، ويا ليت به أي نوع من الثقافة إنما اعتماد كامل على الفن وهز الوسط ، ويعرض بعض البرامج الدينية أو المجتمعية على استحياء وقد لا يراها غالبية الشعب العربي.
الم يصادفكم يوما أن سألكم احد أبنائكم عن معلومة ما ولم تستطيعوا الإجابة؟ أكيد واجهتكم هذه المشكلة ويوميا.
من أين تأخذون ثقافاتكم ومعلوماتكم؟ من لا شيء . من أين ينهل أولادكم إجابات أسئلتهم الكثيرة؟ التليفزيون وتفاهته – الانترنت (معظم ما يكتب في منتدياتنا العربية للأسف غير صحيح)- الأصدقاء وسوء ما يعرفونه وفي مواضيع معروفة فقط، حتى أساتذة جامعاتنا وأطباؤنا ومهندسونا ومعلمونا وكل من هو المفروض أن يقوم بتثقيفنا والنهوض بنا توقفت مداركهم ومعلوماتهم بالعام الذي انتهوا فيه من دراستهم الجامعية وللأسف مناهج متخلفة من خمسينيات القرن الماضي.

إن أمة لا تقرأ هي أمة ميتة . . لا تجدد دماءها، فيجف نبع الحياة فيها، ونظل نلطم الخدود ونشق الجيوب على تخلفنا عن باقي شعوب الأرض ولا نبحث في أساس المشكلة.
نرجوكم مرة واثنتين وثلاث " ولأجل النبي" و "من شان ألله" و "حلفت عليكم" وبكل لهجات العرب ، أن تقرءوا ، فعليكم عبء تعليم هذا الجيل حتى ننهض بالأمة وتكون "رسالة" الإسلام هي الرسالة الوحيدة الواصلة للدنيا كلها.

ثالوث الشر


موضوعنا هذا العدد لا يتعلق بكوريا الشمالية وأمريكا ومحور أو ثالوث الشر إنما هو محور آخر يتعلق بأجيالنا الحالية ألا وهو ثالوث: التليفزيون – الانترنت – أصدقاء السوء.
هذا الثالوث هو ما يأخذ منه هذا الجيل مثله العليا والقدوة في حياته، فالمثل الأعلى صار حكرا للفنانين والفنانات المطربين منهم والمطربات وما نالوه من شهرة مدوية وأموالا طائلة ، فبات شبابنا ومراهقونا يحلمون بأن يكونوا مثلهم ولم لا فقد حازوا الدنيا وما فيها ، وكذلك دخل لاعبو الكرة ملعب المنافسة مع هؤلاء ولنفس الأسباب : الشهرة والمال.
لو أمعنا التفكير لوجدنا أن السبب الأول لهذا الانحراف الفكري هو نحن. . . الأهل.
فالطفل ينشأ على أب مدخن – وقد يكون هذا الأب طبيبا للأسف – فماذا سيقول له الأب عندما يشاهد ابنه يدخن؟ هل سيقول له التدخين حرام أم ضار بالصحة؟ بأي وجه سينصحه؟
وعندما ترى البنت أمها تشرب الشيشة، فمن الطبيعي ستكون الابنة مدخنة لأنه لا عيب في ذلك طالما قدوتها – أمها – طويلة النفس. او تجدها واجهة لأصباغ ومساحيق تجميل . . أتراها ستتحجب أم " اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها".
والأب صاحب معرض السيارات عندما يصطحب ابنه معه كي "يشربه الصنعة" فيجد الغش والخداع من أبيه في هذه التجارة ، فهل سينشأ هذا الابن تقيا يعرف حدود الله؟
وعندما يرجع الأب سكران "طينة" إلى البيت ويضرب زوجته ، فماذا سنغرس في نفسية هؤلاء الأبناء؟ شرب الخمر حلال ، وضرب الزوجة لا غضاضة فيه طالما فضلت هذه الحياة لأجل الأبناء الذين بالطبع سيضيعون مع الوقت . . .
ولنضرب الأمثال من هنا وهناك وفي شتى مناحي الحياة حتى يجف مداد القلم.
لا نعمم ذلك على جميع الأهل، لكن بات الوضع غير محتمل بالمرة ولا يقتصر علينا نحن بل على مستقبل تلك الأمة المتمثلة في أبنائنا وهذا الجيل التائه.
أبناءنا إما سيتخذوننا مثلا وقدوة حسنة أو سيئة حسب ما نكون عليه أو سيلجئون بالطبع إلى أشخاص آخرين ليتشبهوا بهم وهم ثالوث الشر كما ذكرنا في البداية : التليفزيون وما يحويه من فنانين هابطين أو نساء احترفن هز الوسط وهز الأمة جمعاء معهن ، والانترنت وما يحويه من أفكار هدامة ومصائب معلومة للجميع وما فيه من تسهيل للعلاقات عن طريق غرف المحادثة "الشات" ، أو بالطبع أصدقاء السوء الذين لن يدعوا أي مجال للتنشئة الصالحة أو نصح الوالدين إلا وهدموها بأفكارهم المنحلة والمنحرفة.
أيها السادة الخيار لكم – وهو واضح كالشمس – إما نحن أو هم ، فلنعلن الحرب على ثالوث الشر كي ننقذ ما يمكن إنقاذه ولنحشد الحشود للتصدي لمحور الشيطان بما لدينا من بقية باقية من أخلاق أو دين، ولكن في البداية يجب أن نبدأ بأنفسنا أولا ، نصلح أخطائنا ونهذب من أخلاقنا حتى نجادلهم عن حق وعلى أرضية راسخة ثابتة وعندها سندخل هذه الحرب الضروس ونحن متأكدين من أن الله يمدنا بالقوة والنصر طالما نعتمد عليه ونتخذ الدين سلاحنا الفتاك ضد مستقبل أولادنا أولا ومصير امتنا ثانيا . . .
فلنرفع سلاح التربية لنا ولأولادنا ولنكن قدوتهم الحسنة قبل فوات الأوان حيث لا ينفع ندم ، ولا البكاء سيرجع الحليب المسكوب . . . فهل انتم جاهزون؟

تنابلة السلطان


يُروى – والعهدة على الراوي – انه في عهد احد سلاطين الدولة العثمانية ، بنى السلطان منشأة خاصة خيرية لتكون مكانا لسكنى الصوفية المنقطعين للعبادة ، كما أعدت أيضا لسكنى الكسالى من العثمانيين الذين يأتون الى الولايات العثمانية في مصر وغيرها ، ويقوم ملتزم الولايات بإيوائهم في تلك المنشأة، وهي عبارة عن فناء متسع مكشوف تحيط به عدد من الخلاوي (الحجرات) في طابقين ، وقد أطلق عليها اسم "التكية".
ويقال أن هؤلاء الكسالى كانوا يلقبون بـ "تنابلة السلطان"، فهم مجموعة من الطفيليين الذين لا عمل لهم على الإطلاق.. لا يحسنون صنع شيء أبدا، ويحكى أن السلطان وضعهم في التكية حيث يأكلون ويشربون وينامون في مكانهم ولا يفعلون شيئا البته ... وقيل أن السلطان أراد أن يضرب بهم مثلا للناس على وجوب العمل و ينفرهم من الكسل.. وتعددت الروايات في الطريقة التي تخلص بها السلطان من التنابلة حيث قيل أن السلطان أمر بحرق جناحهم وفتح الأبواب، وكانوا من الكسل حيث فضلوا الموت بأماكنهم على الهروب من الحريق. . . وقالوا الكثير وجميع الروايات تتفق على أنهم ماتوا شر ميتة.

لكني اختلف مع الرواية التي تقول أنهم ماتوا جميعا، فلابد من أن بعضهم أو احدهم على الأقل قد استطاع الفرار من النار وبالتالي نفد بجلده - ولنقل بجيناته وكروموسوماته – واستطاع التزاوج والإنجاب حتى عاش نسله حتى عصرنا الحالي ، والدليل وجود الكثير من التنابلة في كل مكان من حولنا . . .

تنابلة السلطان العثماني كانوا لا يتقاضون أجرا على "تنبلتهم "، إنما أكل ومرعى وقلة صنعه فقط. أما تنابلة عصرنا الحالي فإنهم يتقاضون أجرا كي ينالوا لقب "تنبل".

ألا تتفقون معي أن الموظف الذي يحضر لعمله ولا يفعل ما هو مطلوب منه ويتقاضى أجره كاملا أول كل شهر يستحق اللقب؟
ألا ترون أن الزوج الذي يأكل ويشرب في بيته فقط دون أن يساعد في أية أعباء منزلية . . تنبل من نسل ذاك التنبل الأكبر؟
أليست الزوجة التي تهمل في واجبات زوجها وأولادها ولا تراعي الله في حقهم هي أيضا "تنبلة" في تكية زوجها؟
واللاعب في فريقه والمصروف عليه من دم النادي وأعصاب الجماهير، وتجده " محتاس في الملعب" . . أليس هو تنبلا بلا منازع؟
والطالب الذي يذهب إلى مدرسته ويعود "أبيض" كما ذهب، يتخرج في الجامعة بتقدير "تنبل مع مرتبة الشرف"؟
والمسئول في حكومته والمضطلع بتصريف أحوال الناس وحل مشاكلهم ، بمجرد جلوسه على كرسي المسئولية لا يبارحه إلا بالإقالة من الوزارة أو من الدنيا كلها ، تنبلا في تكية الحكومة ويتقاضى أجرا دون أن يخدم شعبه؟

للأسف التنابلة من حولنا كثير. . للدرجة التي لا نستطيع جمعهم في تكية واحدة وإشعال نار الغضب من تحتهم ومن فوقهم.
كثير منا يستحق اللقب بجدارة واستحقاقا لسبب أو لآخر. . فكل منا تنبل في موقعه إذا لم يقم بمسئولياته تجاه أسرته أو عمله أو وطنه أو تجاه غيره من البشر.

نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وعلى تنابلة هذا الزمان في كل مكان وألا يأخذنا بجريرتهم، وسوء منقلبهم . .
قولوا امين . . .

واحد من الناس . . .


الخميس. . العاشرة مساء:
أوصلت والدتي وأختي الصغيرة إلى فرح جارتنا "أحلام". . ورجعت إلى مأتمي وحدي .
تربيت و"أحلام" منذ الصغر سويا، كنا نذهب إلى المدرسة معا ًوالى نفس الصف، وحينما أصبحنا بالإعدادية كنت أوصلها حتى مدرستها، أما في الثانوية فكنت أعود بها إلى منزلها ولكن بعد أن نتمشى فترة على كوبري "الجامعة" المؤدي للبيت. وحتى بعد أن دخلت كلية طب الأسنان، ودخلت هي معهد الموسيقى، كنت اذهب إليها ونعود سويا مشيا على الأقدام حتى البيت. . عدة كيلومترات كثيرة . . لكنها دقائق معدودة من الحب.
استمر هذا الحال حتى انتهت الدراسة. . وحب جارف لا ينتهي
.

الجمعة. . الثالثة صباحاً:
لا يزال النوم يبعد عني أميالا، والفراش من تحتي تهلهل من اللف على السرير.

الجمعة . . السابعة صباحا:
نسيت أني لم أزل مستيقظا منذ البارحة وقمت من السرير "المفروم" من التقليب على نار السهر. . غسلت وجهي من أملاح الدموع الجافة . . وعدت ثانية إلى غرفتي.
"عمر"! . . "عمر" ! . . الإفطار يا ولدي.
الحمد لله . . لست جائعاً. . أكلت هما ً على طاولة الحزن. . وشربت دموعي كي لا تبلل ما تبقى من اليوم.

الجمعة. . الثانية عشر ظهرا ً:
"عمر"! . . "عمر"! . . الصلاة يا ولدي.
لم أفوت صلاة جمعة منذ كنت بالإعدادية. . فلتكن هذه المرة الأولى . . أليست هناك مرة أولى لكل شيء!

السبت. . الرابعة صباحا :
وكأن هناك اختراع جديد يسمى النوم. . لم أجربه بعد . . لا أدري كم ساعة بت مستيقظا.ً . لا يهم سوف أنام طويلا ً لاحقا. .

السبت . . السابعة صباحا:
انتهيت من روتين الاستيقاظ اليومي، ذهبت إلى غرفة أختي "أمل" ،مسحت على شعرها المكوي منذ ليلة الخميس. قبل خروجي إلى العمل أخذت كيس الإفطار من أمي ،قبلت يديها كما لم اقبلهما من قبل . . كانتا شديدتي الدفء على غير العادة.
ما بين منزلنا ومكان عملي – حارس أمن في فندق " من الآخر. . بواب " – كيلومترين أسيرهما توفيرا لأجرة الانتقال فمرتبي بالكاد يكفيني وحدي.
لا أدري لماذا تذكرت والدي الذي سافر إلى العراق منذ خمسة أعوام للعمل ولم يرجع ثانية بعدما تزوج عراقية. . يكتفي بإرسال مبلغا شهريا محترما ً. . "كتر خيره". يمكن لأني كنت احتاجه بجانبي عندما تقدمت لخطبة "أمل " منذ شهرين . .
قالت أمها لي : " اللي ماعهوش مايلزمهوش" . . وأبوها نظر لسقف الغرفة كأنه يبحث عن فتحة يهرب منها . . . ومني.
كذلك جال بخاطري أخي الأكبر "عبد الله"، اعتقلوه منذ ستة أشهر لأنه مشي في مظاهرة ضد البطالة والجوع والمرض. . لم نسمع منه أو عنه منذ اعتقاله.
سرت طويلا ولازلت في منتصف الطريق . . وصلت إلى كوبري الجامعة . . إلى منتصفه تقريبا. . تظهر كُلِّيتي من بعيد . . ومن الضفة الأخرى غاب منظر البيت . . تسمرت قدماي وأنا أرى النهر يفيض بالحياة من تحتي . . شريط حياتي مر أمامي كأنه فيلم سينما ممل شارف على الانتهاء . . .
أخرج محفظته والرسالة من جيبه ووضعهما في كيس الإفطار . ." سامحيني يا أمي" . . فك أزرار القميص . . وعانق النيل.
***
قال الرسول – عليه الصلاة والسلام-: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ".
ارجو ان تكون رسالة "عمر" قد وصلت الجميع.

انترنت. . بلاي ستيشن . . شوتايم . . و قواعد الترفيه المنزلي


من خلال استخدامي المفرط للانترنت للتحضير للمجلة ، وأثناء بحثي المتواصل للصور في جميع المجالات ، تفاجئني دوما صورا غير لائقة بالمرة حيثما بحثت وأينما حللت. لا تتخيلوا الكم الهائل من الصور الخليعة المنشورة في الانترنت بمجرد بحث عن شيء لا يمت للجنس بصلة. رغم أن مواقع كثيرة حظرتها " اتصالات" – ولها جزيل الشكر – إلا أن بقية المواقع الموجودة كثيرة جدا واكبر من أي جهد متوافر لحظرها.
للأسف معظم الأسر توفر "لابتوب" لكل طفل مع اتصال لاسلكي وكل فرد في غرفته وحيدا.
القاعدة الأولى: لا تترك أولادك على الانترنت بمفردهم.
* * * * * * *
يطلب الأطفال دائما " بلاي ستيشن " من الأهل ومع الإلحاح وبقرب عطلة المدارس الصيفية، يرضخ الكثيرون منا منعا للصداع " وتكبير الدماغ". . . هل جربتم مرة أن شاهدتم ماذا يلعب أطفالكم؟
معظم الألعاب شديدة العنف ودموية. . ودماء ورؤوس مقطعة و أشلاء مبعثرة هنا وهناك. وكلما كان اللاعب عنيفا وقاتلا محترفا ازدادت نقاطه. العاب أخرى تحوي مناظر جنسية فاضحة وصورا عارية كاملة للجنسين ومقاطع لا تجدها سوى في الأفلام الممنوعة، وطبعا اللاعب يفعل ما يشاء في سبيل الفوز. هناك نسخا من هذه الألعاب مخصصة للكومبيوتر.
منعت الولايات المتحدة منذ أسبوعين لعبة على "البلاي ستيشن" مضمونها أن عدة شباب يحاولون الإمساك بفتاة لاغتصابها ، ومطلوب من اللاعب مساعدة هؤلاء الشباب واغتصابها معهم . . طبعا يفلح الجميع بالإمساك بها والتناوب عليها.
القاعدة الثانية: راقب أولادك وهم يلعبون، وابحث في علبة الأقراص المدمجة عن العاب محظورة. التجسس في هذه الحالة مباح في نظري.
* * * * * * *
كنت اجلس مع الأسرة مساء نشاهد فيلما كوميديا أجنبيا ، وفجأة وبلا أية مقدمات بدء البطل والبطلة بـ - - - - ثم وبسرعة بـ - - - - وأخيرا بدءوا بالـ - - - - وتعلمون الباقي. قفزت من الكنبة بحثا عن الريموت كونترول وعندما وجدته تاهت مني جميع أزرار تحويل القناة وحتى زر الإقفال لم أجده من فرط إحراجي . . . ولكن بعد فوات الأوان، كل ذلك حدث في اقل من دقيقة وكنت أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني في لحظة. من ساعتها ادع أطفالي يشاهدون القنوات الكارتونية فقط ، أما تلك المحطات فقد حظرتها عليهم . . . إلا أنا بالطبع.
معظم الأسر لديها عدة تليفزيونات وعدة أجهزة استقبال موزعة في المنزل مع قنوات باشتراك "مفتوحة"، والكل يتفرج براحته على المحطة التي يريد بلا رقيب ولا حسيب.
القاعدة الثالثة: احذروا الـ "هوت بيرد" والـ "شوتايم" . . فجميع أفلامهم لم تمر على مقص الرقيب وتحوي لقطات كاملة إباحية.

لقد عاد ورب الكعبة


بعد أكثر من 1400 عام من نعمة الإسلام، والقضاء على الجاهلية. . عاد أبو جهل إلى عصرنا من جديد، واطل بوجهة القبيح في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة. أبو جهل هذا لا يحمل جنسية معينة فالجهل لا وطن له، ولا يحمل اسم محدد، فكلنا يحمل بداخله بذرة من الجاهلية الأولى، قد تنبت هذه البذرة إذا رويناها بالتخلف وإهمال الدين ونسيان الآخرة وانغماسنا في ملاهي الدنيا، وتنمو هذه البذرة وتكبر حتى تصبح كالعشب السام يقتل من حوله وينشر بذوره من حوله ليقتدي به من يقتدي . . وهكذا حتى يأخذنا جميعا ويعود بنا إلى قريش ما قبل الإسلام . . ألا تصدينا له قبل فوات الأوان؟!
لنعيش معاً يوما من يوميات أبو جهل:

(( قام أبو جهل من نومه صباحا، لبس وخرج إلى عمله، لا يرد السلام، مكفهر، يأمر الصغير والكبير، ويهين الشاب والكهل، واستخدم سلطته في التسلط على خلق الله من مراجعين و مرؤوسين، مد يده من تحت الطاولة واخذ مالا من مراجع لتسهيل أوراق له . دخل على رئيسه يتملقه بكلمتين حلوين خوفا من " التفنيشات" القادمة.
انتهى عمل أبو جهل وركب سيارته عائدا إلى البيت وتوقف عند دكان في الطريق ومن داخل سيارته أطلق العنان لبوقها حتى أتاه "فتى الدكان" بعد تأخير دقيقتين ، فكال له ما كال من الشتائم لتأخره عن المجيء ، اخذ طلباته وقفل عائدا . . .
دخل البيت، نادى على الخادمة لتحمل الأغراض، وقعت منها علبة البيض. . تكسر ما بها . . صاح مرة ثانية مع صفعة على وجهها هذه المرة . . .
في المساء أخبرته زوجته أنها عملت " سونار " وتبين أن حملها أنثى ، هاج وثار وترك المنزل إلى مقهى قريب وسهر مع أصدقائه - كالعادة - يلعبون الورق (الكوتشينة) وطبعا على المال، مزاجه غير رائق، فهمس له صديق السوء: تعال معي " اظبطهولك" ، ذهبا إلى فندق قريب ، واختارا من هناك إحدى الفواكه المحرمة وطبعا لا تحلى " القعدة" إلا مع زجاجة وكأسين . . "ظبط" الدماغ وطفق عائدا . . وفي الطريق ومن تأثير الخمر دهس احد المارة وقتله)).

وعلى غرار الاختبارات المدرسية:
* اجب عن السؤال التالي :
قال تعالى: " (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) .
قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه".
قال تعالى: :وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً"
قال تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ".
قال تعالى : "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : { لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ ، يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا}.

السؤال: مستعيناً بما سبق من الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية:
قام أبو جهل بعدة محرمات ومنهيات في الإسلام، اذكرها، مع التوضيح.


* * مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح * *

رسائل . . . لمن يهمه الأمر


" في عيدك يا أمي . . جفت شفتاي . . وتحجرت كلماتي . . لمن سأقولها من بعدك. في عيدك يا أمي ضاع حرف الميم من قاموسي وسقط من الأبجدية إلى الأبد. أبحث عنك يا سيدي يا محمد. . اشفع لي قد فرطت في وصيتك: (أمك ثم أمك ثم أمك). . فلجأت إلى أبي علني الحق (ثم أبوك) فوجدته تحت الثرى . . قد أضعت عهدك يا إمامي ويا رسولي. . بت وحدي ابكي وا حسرتاه. . ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. . "

* * *

" زوجتي الحبيبة وأم أولادي، يا صديقتي في الدرب، ويا رفيقتي في الكفاح. . أشفق عليك من كم الأعباء التي تحمليها. . عبء العمل وأعباء البيت. أشفق عليك من حلم المساواة ولم يقدروا حجم الأمانة عليك فحملتها. . وكان الإنسان ظلوما جهولا. زوجتي الحبيبة، هل عدلت بين العمل والبيت ! هل حققت كل ما تصبين إليه! هل ما وصلت إليه يستحق كل هذه التضحية! أشفق عليك يا "نصف المجتمع" من النصف الآخر، فتجاهلوا:( اِعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلقَ لَهُ)، لم يرحموا أنوثتك، ولا ضعفك وداسوا على مشاعرك كي تكوني النصف المضطهد والنصف الفارغ من الكأس.
زوجتي الحبيبة.. أنت لست "نصف المجتمع" فتلك عبارة جوفاء .. ربيت النساء .. وربيت الرجال .. النصف الآخر .. فهنيئا لك لقب "كل المجتمع" وليذهب كل رجل إلى أمه يبكي الرجولة المفقودة. . فسيعود لك أيضا باكيا يا كل الناس. . ظلموك، وغبنوا حقك . . فعذرا . . وعفوا . . نيابة عن كل الرجال. . . "

* * *

" يا بني: إن العمر قصير. . وما قد مضى لن يعود أبدا . . اغتنم الفرصة . . بر والديك . . أحسن إليهما . . عد إلى دينك فستجده حريصا على صلة الرحم . . رحيما بالوالدين. . هي أيام ولن تجدنا قربك . . كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . . وتذكر دائما . . كما تدين تدان . . . "

* * *

" رسالة إلى كل الرجال – إن وجدوا وحيثما وجدوا في أي مكان - : ارفعوا أيديكم عن المرأة وكفى عبثا، انتهى عصر الجاهلية الأولى . . أغلقوا بيوت الرايات الحمر والمواخير. . اعدموا كل الأفلام. . واحرقوا كل الصور. . البسوا انتم "المايوهات" وتعروا كما تشاءون انتم فقط . . انتهى عصر الاستعباد، وولت عهود الرق والنخاسة . . حرروا المرأة من الرجل . . . "

وَلاَ تُسْرِفُوا


من الآفات التي ابتلينا بها في هذا العصر . . الإسراف، واقصد هنا الإسراف بالمعنى الأشمل وليس المقيض فقط بالإسراف المالي.
لقد أسرفنا في مأكلنا حتى بلغت "الكروش " مبلغا تجاوز حدود ظلنا الطبيعي، وأسرفنا في مشربنا واستهلاكنا للمياه فجفت الآبار والأنهار وبتنا نشرب من مياه البحر المحلاة وأصبحنا نطبق المثل " اللي مش عاجبه يشرب من البحر" مع انه "عاجبنا " كل شيء.
أسرفنا في ديننا بتحريم كل شيء حتى أكل الملوخية فظهر فينا التطرف والمغالاة، وأسرفنا فيه بتحليل أي شيء فهناك من لا يجد في شرب الخمر منكرا ولا تعاطي المخدرات عيبا وأرسل الشاب الماجن شعره متحديا شعور النساء وان سألته قال سنة عن الرسول ، وللعلم فانه قد لا يدري أن صلاة الجمعة لا تجوز غير يوم الجمعة.
أسرفنا في استخدام خامات البيئة حتى اشتكت الأرض من قلة مواردها وصرنا نبحث في الفضاء عن كواكب أخرى صالحة للعيش حتى نحتلها ونقضي عليها بالتتالي. بالمناسبة، لم يفكر احدنا عندما " يهبش" في علبة المحارم الورقية ويخرج بطنها كم شجرة قطعت من اجل ذلك وكم الطاقة احتجناها لتصير ورقا ثم كمية الوقود الهائلة للتصنيع وإرسال المنتج له وبعد ذلك يلوث البيئة بفضلاته ونبحث عن طريقة للتخلص من النفايات وما يستلزم ذلك من تلوث آخر للبيئة واستخداما آخر للوقود والطاقة . . . كل ذلك من "هبشة " الورق فقط وقس على ذلك بقية الأشياء.
أسرفنا في الشراء ونقترض ونعيش في الديون مدى الحياة من اجل فسحة في تايلند أو سيارة فارهة نغيظ بها الأصدقاء.
أسرفنا في أفراحنا وأعراسنا وحفلاتنا ووقعنا على بياض بالطلاق مسبقا لتراكم الديون من اجل هذا الحفل وما يتبعه من تهديد مستقبل الأسرة الجديدة فقط كي نظهر أننا كرماء وأغنياء ولليلة واحدة فقط ثم نحيا إلى الأبد عبيدا للبنوك ونتسول آخر كل شهر بانتظار الشهر القادم.
أسرفنا في معاصينا لدرجة أن البعض استسهل الزنا عن الزواج والسرقة عن العمل الشريف، والربا عن التجارة المشروعة ويقولون أن الله تواب رحيم و"ربنا رب قلوب".
أسرفنا حتى في عواطفنا، فالشاب ينتحر عندما يصادف أول مشكلة تعيق ارتباطه بالمحبوبة وخوفا من ضياعها لأول مشتري ، والفتاة تتخلص من حياتها لإسرافها في عشق شاب على الانترنت فأعطته كل شيء في سبيل اللا شيء.
أسرفنا في كرهنا وإذا سلم علينا جارنا ندير وجوهنا (( ما باله هذا الرجل؟ أمجنون كي يلقي علي الصباح؟ الم يضع سيارته بالأمس أمام بابنا؟ يا له من أحمق وبلا حياء . . . سأجعل ابني يقذف نافذتهم بحجر ليكسرها)).
أسرفنا وأسرفنا وأسرفنا في شتى المجالات وتفيض الحروف من الأوراق من فرط ما كتب العقلاء منا. . . وكأننا نؤذن في مالطا او نتكلم عن أناس آخرون في احد الكواكب في مجرة أخرى تبعد عنا ملايين السنين الضوئية وبالتالي لا يعنينا الأمر من قريب أو بعيد.
إلى هنا وسيتوقف البعض عن تكملة المقال لأنه جاء وقت الاستدلال من كتاب الله بالنهي عن الإسراف لأننا حين نصل لآيات الله نقلب الصفحات أو نخرج من المنتدى – ولا حول ولا قوة اللا بالله - وهاكم بعض ما جاءكم من الكتاب المبين، وعذرا فالمجال لا يتسع لبقية الآيات ولا الأحاديث النبوية :
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} (127) سورة طـه
{وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (83) سورة يونس
{وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (151) سورة الشعراء
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (27) سورة الإسراء
{وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (33) سورة الإسراء
{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف

في النهاية لا يسعنا الا الدعاء لنا ولكم بالهداية والغفران وادعوا معي إن شئتم :
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران.

لم نشق جيوبا .ً . ولم نلطم خدودا .ً .



أخي المسلم، أختي المسلمة ، لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين وللأسف من الظواهر اللافتة للنظر التي ازداد انتشارها شيوع الجفاء مع النبي ومع سنته العطرة وباتت مهجورة لا احد يعمل بها مع أنها من صميم الدين وثاني جهة تشريعية بعد القران ، وكذلك التهاون في الالتزام بالسنة النبوية، سواء أكان ذلك في الهدي الظاهر، أم في جوانب الممارسة الشخصية أو الدعوية، ونحوهما .والمحزن أن الأمر تجاوز عند بعضهم مرحلة القصور الشخصي إلى التزهيد بتطبيق السنة، والتقليل من شأنها، بل التكلف بالاستدلال بأدلة واهية واضحة القصور.
وإذا تأملت قول الله ـ عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، علمت أن التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من دلائل الإيمان، ولا يوفق له إلا من تعلق قلبه برجاء الله، وخاف من عقابه.

ومما يؤلم المسلمين ان من بينهم فئة تهاجم الأمة ولا هم لهم سوى إيجاد العيوب في إيمان المسلمين الآخرين ، فيكيلوا إليهم نعوتاً من أمثال: مشركين، كافرين، مبتدعين. ولا يجدون أسهل من أن يبدلوا ما اتفق عليه أئمة المسلمين على مدى أربعة عشر قرناً ويسمونه: بدعاً، شركاً أو كفراً.
* إن الاحتفال بذكرى مولد النبي ، وأن الاجتماع للاستماع إلى السيرة والمدائح النبوية ، وإطعام الطعام وإدخال البهجة إلى قلوب الأمة في تلك المناسبة جائز طالما كان في حدود الدين وبدون مغالاة ولا تعدي على المباحات.
* أن هذه الاحتفالات في ذكرى مولد الرسول مفيدة ومنشطة لجهة دعوة الناس للإسلام وتعليم الأطفال أمور الدين، كما أن فيها فرصة ذهبية لا تعوض لكل الأئمة والدعاة لكي يرشدوا ويذكَروا الآمة المحمدية بأخلاقه وطريقة عبادته ومعاملته للناس.
* إن الاحتفال بالمولد النبوي يجب ألا يكون فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول بل يجب أن يقام في كل يوم من كل شهر وفي كل مسجد، لكي يشعر الناس بنور الإسلام ونور الشريعة تدخل في قلوبهم.
* طالما كان الاحتفال ببدر والإسراء والمعراج والهجرة وليلة النصف من شعبان مباحا، فلماذا إذن نجافي الرسول ونحرم الاحتفالات بمولده وننعتها بالبدعة، وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!؟
إن هذه الاحتفالات كلها تجديد للعلم والفكر والإيمان وتذكير الناسي ، وتنبيه الغافل ورد التائه إلى الدين.
* إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو الاحتفال بالإسلام عينه، ذلك لأن النبي هو رمز الإسلام.

يقول الإمام متولي الشعراوي - رحمه الله - في كتابه "مائدة الفكر الإسلامي" ص 295، إذا كان بنو البشر فرحون بمجيئه لهذا العالم، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحة لمولده وكل النباتات فرحة لمولده وكل الحيوانات فرحة لمولده وكل الجن فرحة لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده.

من البديهي أن تكون لنا دراية عن نبينا عن حياته، معجزاته، مولده، أخلاقه، إيمانه، آياته، خلواته وعبادته، أو ليست هذه المعرفة واجبة على كل مسلم؟ فما الذي هو أفضل من الاحتفال وتذكر مولده الذي يمثل أساس حياته كمقدمة لنكتسب المعرفة عن حياته؟ فبتذكرنا لمولده نبدأ بتذكر كل شيء عنه، وبذلك يرضى الله عنا لأننا حينئذ نصبح قادرين على أن نعرف سيرة النبي على وجه أفضل، ونصبح أكثر استعداداً لكي نجعله مثالاً لنا نصلح به عثراتنا ونقتدي به. ولهذا كان الاحتفال بالمولد فضلاً عظيماً أرسل إلينا.
والواجب أن يربى الناس ـ فضلاً عن الدعاة ـ على تعظيم النبي وتعزيزه وتوقيره، ومن مقتضيات ذلك تعظيم سنته وإجلالها؛ فإذا رأيت الإنسان مقبلاً على السنة حريصاً على الاهتداء بهدي النبي علماً وعملاً؛ فاعلم أنه على خير. وإذا رأيت الإنسان يتهاون عن فعل السنن ويلتمس المعاذير للتخفف منها؛ فاعلم أنه على غير الجادة.
في هذا اليوم المبارك علينا أن نكثر من العبادات لنحمد الله على ما أتانا من فضله بأن بعث فينا نبيه الحبيب ليهدينا للإسلام والسلام ،وعلينا الإكثار من الصلاة عليه وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته علنا نصل إلى اليوم الذي نكون فيه كالصحابة الأولين رضوان الله عليهم الذين اهتدوا بهديه فهداهم الله سواء السبيل.
رغما عن أنوف المشككين والمعترضين . . . كل عام وانتم بخير.

غسيل بدون رغوة


الطهارة من المنظور الشرعي ليست مقصورة على الاغتسال ورفع الأحداث وإزالة النجاسات، بل بمعناها الأعم الطهارة الظاهرة والطهارة الباطنة .
طهارة المال من الربا والاختلاس، طهارة القلب من الحقد والغل والحسد ،طهارة اليد من الغش والسرقة والرشوة ،طهارة العين من النظر إلى المحرمات، طهارة اللسان من الفحش في القول واللغو من الكلام، طهارة النفس من الرذائل والنفاق والرياء، طهارة البدن والثوب والمكان من النجاسات، طهارة الجوارح من الوقوع في المعاصي والفجور .
رأيت ورأيتم معي مرات ومرات بعض الناس يدخلون احد المتاجر الكبيرة ويتذوقون بعضا من الفواكه والمكسرات ، مشمش من هنا، فستق من هناك أو كرزة جذابة المنظر ( بالمناسبة سعر كيلو الكرز قد يصل في بعض أيام السنة إلى 60 درهما وعليه فان الواحدة قد يفوق سعرها الدرهمين)، ويصل التمادي إلى أن يفتح الأطفال أكياس "الشيبس" والحلوى لأكلها ثم تركها وعدم دفع ثمنها وكل هذا تحت بصر الوالدين دون أدنى نهي أو توجيه بعدم فعل ذلك وإفساد الأجيال القادمة.
يقول بعضهم أن هذه المتاجر أرباحها كبيرة ولن يضيرها هذا شيئا، لن ندخل جدلا في ذلك ولكن تخيلوا أن كل من دخل المتجر فعل ذلك – أو حتى جزء منهم عينه فارغة - فهل يبقى شيئا للبيع ؟ دعوكم من ذلك . . . ألن نحاسب أمام الله بسبب ذلك؟ أين ذهب منكر ونكير؟
كذلك نشاهد جميعا أن البعض يأخذ الأدوات المكتبية والقرطاسية التي تصرفها لهم جهات عملهم إلى البيوت وكأنها ملك شخصي وليس لحاجة العمل . . . أيجوز هذا؟ سألت احد الزملاء عن فعله ذلك استغرب وقلل من قيمة تلك الأشياء وقال أن الراتب قليل وهذا نوع من الانتقام من جهة العمل. . . أيعقل ذلك؟ أين محاسبة النفس وأين مراقبة الله؟
الكثير منا يستخدم طابعات الكومبيوتر لطباعة أمور شخصية بصورة جائرة ومفرطة، ماكينات التصوير باتت تصور كتب بدلا من المعاملات الرسمية، السيارات الحكومية والوقود المنصرف لها من الحكومة باتت تجوب الشوارع ليل نهار لاستخدامات شخصية بحتة وأحيانا يجوبون بها الإمارات المختلفة. . . أهكذا نقابل الله يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؟
هناك الكثير من السلوكيات في حياتنا يحتاج إلى النظافة، بداية من نظافة العقل من الجهل والخرافات، والطاعات من المعصية، والأخلاق من الفساد ونهاية بنظافة المأكل والملبس والمشرب. . . مع أن ليس للموضوع نهاية.
إذا كنا نحن كأرباب أسر نحتاج إلى الطهارة في التعامل فكيف نربي الأجيال القادمة؟ أين القدوة الحسنة فينا لينشأ هذا الجيل عليه؟
نقول أن فلان نظيف ، يعني أخلاقُه عالِيَة ، يدهُ طاهرة ، دخْلُهُ حلال ومَشروع ، موْقفُهُ واضِح ، علانيَتُه كَسَريرتِهِ ، يعملُ تحت ضَوء الشمس نعبر عن كلّ هذا بِكلمة نظيف .
أيها السادة لا تستصغروا من الذنوب شيء، فإنها والله لتتراكم حتى تصير كالجبال، وقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - فيمن أدمن على الصغائر وأصر عليها : فإنه يلحق بمن فعل الكبائر .
إنّ الله يحبّ المتطهّرين، هذه الصّفة مطلقة، فالمؤمن طاهرٌ في جسده، طاهرٌ في ثوبه، طاهر في قلبه، طاهر في جوارحه. ما أرْوَعَ إطلاق القرآن هذا الإطلاقٌ الشُمولي، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (222)البقرة ، ربط الله التوبة بالتطهر. . .
والدخول إلى الجنة مشروط بالطهارة، فالجنة طيبة لا يدخلها إلا الطيبون المطهرون من أدران الشرك والذنوب.
قال تعالى: {وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الزمر73. فجعل المولى تبارك وتعالى دخول الجنة معلقًا على شرط أن يكونوا طيبين طاهرين متطهرين، لأجل ذلك يحبس المؤمنون على قنطرة بين الجنة والنار، ولا يدخلون الجنة حتى يقتص بعضهم من بعض، ولا يدخل الجنة إلا النفس الطيبة.
تتحقق هذه الطهارة بإخلاص العمل لله، كل العمل، وبالتوبة النصوح والاستغفار والحسنات الماحية والبلايا المكفرة للذنوب.
كُنْ طاهرًا يحبّك الله عز وجل، إذا أقبلْت على الله عز وجل طهَّرَ قلبكَ مِمَّا سواه وطهَّرَ جوارحك عن معاصيه، واعمل ليوم سوف تلاقيه فيه وليس لديك سوى العمل الحسن شفيعا لك.
خير الهدي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم :« الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ».

منزوع الحياء


- نرى رب الأسرة في الحديقة وشارباه يأكلان وجهة، وبجانبه زوجته تشرب الشيشة " الارجيلة" وابنتهما المراهقة تشعل الفحم وتجهز "العدة" . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى فتاتين تحت سن الرابعة عشرة ترتديان سروالي جينز بالكاد لبسا بالصابون مع حزام عريض و قميص يكشف أكثر مما يستر وتضعان مساحيق تجميل بألوان قوس قزح تزرعان ردهة الطعام "بالمول" جيئة وذهابا لعدة ساعات بدون أي هدف واضح ولا تسوق . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى زوجة تمشي بكامل زينتها وكل ملابسها ضيقة تصغرها بعدة مقاسات تكاد لا تستطيع التنفس وبجانبها زوجها منتفخ الأوداج منتشيا ومتباهيا بجمال زوجته أمام العالم . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى شابا خصر الكندوره و أطال شعره حتى وصل لكتفه ولمّعه و"ملـّسه" ومشى يتبختر أمام الفتيات وال "الفتيان" . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى رجلا مكتمل الفحولة يسير بجانب زوجته الحامل في شهورها الأخيرة تلبس تنوره "ميني" و"تي شيرت " قصير وقد اطل الجنين فيما بين ملابسها حتى كاد يقع . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى أماً تدع ابنتها المراهقة تدخن أمامها في المنزل ثم تحذرها بأن سيارة أبيها وقفت للتو أمام البيت وان تطفئها بسرعة . . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى شابا لابسا سرواله الواسع حسب الموضة وقد انزلق حتى ركبتيه وقد ظهر جسده أمام كل الموجودين بالمكان. . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى " أختا ً " منقبة بكامل نقابها تكشف النقاب - وقد وضعت كامل علب المساحيق على وجهها - أمام الحشود في ردة المطاعم كي تأكل " البيتزا" ثم تنصرف وتتسوق وعندما تهم بالعودة للمنزل تسدل النقاب ثانية .. . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.
- نرى طالبا في المدرسة وقد كال لمعلمه ما فحش من الشتائم وآخر مسك مدرسه من رقبته ليلكمه. . . حقا إذا لم تستح ِ فافعل ماشئت.

تلك الملاحظات هي بعض وليس كل ما نراه، لأنه هناك حدود للكتابة عنها ويأبى الحياء على ذكرها هنا واعتقد أنكم تعلمون بالباقي . . . للأسف.
اقسم أن تلك كانت وقائع حقيقية لشخصيات عرب رأيت بعضها بنفسي أو حكي لي عنها أناس شديدي القرب.
الذي نراه جميعا يوميا في كل مكان لا أظن بوجود عاقل بداخله "مخ" يعمل أن يقول أن قلة الحياء تلك من الأمور الشخصية وهو حر فيما يفعل.
نعم حريتك الشخصية مكفولة لكن في اطر معروفه ومحددة وأولاها أن تفعل ما تشاء لكن داخل بيتك، أما أن تفعله جهارا أمام الناس فذلك لا يندرج أبدا تحت بند الحريات الشخصية إنما تصبح هذه الأمور قضية رأي عام وقد يحاسب عليها الشخص طبقا للقانون في بعض تلك الحالات .
أيها الناس هذا انتهاك صارخ لمشاعرنا واغتصاب لحيائنا وهتك عرض للتقاليد والعرف وقبل كل شيء للدين.
لم تعد تصلح المشاهدات المنتشرة تلك أن نضعها تحت بند قلة حياء بل أصبح المسمى الأفضل لها هو منزوعة الحياء على غرار منزوعة الدسم.
أيها السادة، لا نحتاج أن نطرح السؤال المعهود والممل: من المسئول وما سبب هذا الانفلات والانحلال الأخلاقي؟
الأب، وألام، والأخ، والأخت، والمعلم، والزوج، والزوجة، الإعلام. . . القائمة تطول جدا جدا ، أتعلمون لماذا؟
لأننا كلنا مسئولون وكلنا سوف نحاسب على أجيال قد ضاعت فعلا وأجيال في طريقها للضياع ولا أظن الأمل من الإنقاذ قريب، أولاً لأنه ما يخرب في دقيقة يحتاج إلى عقود من الإصلاح ، وثانيا لأننا أصلا لم نبدأ في الإصلاح ولا الانتباه لما يجري.
كلمة أخيرة، قال رسولنا الكريم: "الحياء شعبة من الإيمان" كما قال " كلكم راع ٍ وكلكم مسئول عن رعيته" ، وقال تعالى )إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم( .
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

العيد عيدين


اجتاح " المد الأحمر" أسواقنا وضرب إعصار تسونامي متاجرنا بالقلوب الحمراء ، و "دبدوب التيدي بير" ممسكا بقلبه الوردي يستقبلنا أينما حللنا ، وسهام كيوبيد تطير هنا وهناك . . . مبروك علينا . . . عيد الحب يعود من جديد . . . أهلا بالأحبة . . . أهلا بالفالنتين.
الحب من طبيعة الإنسان فالحب من أعمال القلب، و الحب موجود منذ وجد القلب في صدر الإنسان.
يقولون انه عيد وثني منذ أيام الفرس ، ومنهم ينسبونه لقديس أيام الرومان ، وآخرون يعودونه لرجل دين عشق ففسد دينه.
حرمه رجال الدين كبار السن فللمسلمين عيدين فقط ، الفطر والأضحى، أما ذوي ربطات العنق فأجازوه في حدود معينة.
لسنا في صدد البحث في أصل ذاك الاحتفال ولا في حرمته أو حلاله لأنه ليس مجالنا ولا أهل لنا بالفتوى.
قد جاءنا الطوفان فإما أن ندفن رأسنا في الرمال ونترك الملك للمالك أو نحاول أن نكيف الوضع لصالحنا مادام الشر موجود موجود ياولدي ، ولا يتقبل المحبين أية نصيحة فصوت الأدرينالين وكيمياء الحب يعلوان فوق صوت العقل.
في الأصل هذا عيد للأحبة والعاشقين ، حسنا لن " نعكنن" عليهم حياتهم ولن نعكر مزاجهم في هذه الليلة "المفترجة" ، أيتها المتيمة إذا اشتريت وردة حمراء متوهجة بالمشاعر بعشرة دراهم مثلا فلتضعي وأنت خارجة من المتجر عشرة دراهم في صندوق التبرعات فعسى أن تقبل منك صدقة وعسى أن يرضى عنك الحبيب. وأنت يا ولهان إذا ابتعت "دبدوبا" فاشتري واحد آخر وأهده لطفل مريض في المستشفى ، فقد تحسب لك حسنة عيادة مريض وربما تحن عليك المحبوبة بعبارتي غزل.
إننا لا ندعو للفسوق ولا للتهاون في مبادئ الدين ،حاشى لله،لكن لنحاول أن نستفيد من هذا اليوم باستقبال بعضنا بالسلام والابتسام فتصفى النفوس وترق القلوب بعد عام كامل من العبوس والتناحر بلا سبب. أن نقوم بزيارة لدور العجزة والمسنين ونهديهم بعض الورود ولنقل لهم لم ننسكم. بعض الألعاب لليتامى قد تمحو حزن وبؤس عام مضى.
لما لا نذهب للمستشفيات ونوزع الحلوى على مرضى لا نعرفهم ربما بذلك نرفع من روحهم المعنوية فيسارع ذلك من شفائهم.
لماذا نضع أنفسنا في الفهم الضيق لعيد العشاق هذا ونتركه فقط للمحبين، ألا يمكن أن نستغله لصالح المجتمع؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدْخُلُوا الجنَّةَ حتى تُؤْمنُوا ولا تُؤمنُوا حتى تحابوّا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتمُوه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم".
لماذا نسينا - أو تناسينا - الحب في الله، وحصرنا أنفسنا في الحب الجسدي فقط؟
لماذا أصبحت عواطفنا فقط موجهه للعشق والوله الذي قد يؤدي للفسوق وتركنا حبنا في الله ،الحب المجرد من أي غرض أو مقابل من الطرف الآخر؟
أسئلة كثيرة تحتاجون الإجابة عليها ولا يستطيع احد أن يملي عليكم أية إجابة قد ترفضونها أو لا تعتقدون بصحتها ، لكم عقول لتتفكروا ولكم قلوب لتشعروا بما هو الأفضل لكم ، وتذكروا دوما قول الرسول الهادي : ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أنْ يكونَ الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما ، وأن يُحب المرءَ لا يحبّه إلاّ لله.
فهنيئا للعاشقين في يومهم ،وهنيئا للمحبين في الله عند لقاء ربهم.

العمل عبادة


استكمالا لما ناقشناه في العدد الماضي، أضيف أن لا احد ينكر فضل الذكر والدعاء ولا يقلل من أهميتهما ، بل حثنا ديننا الحنيف على الأذكار والدعاء في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لا يتسع المقام هنا لذكرها جميعا ، لكن نذكر من بعضها :
* قال تعالى " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ" (152) سورة البقرة.
* قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرً ا (41)" سورة الأحزاب.
* قال النبي صلى الله عليه و سلم " لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة و
نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله تعالى فيمن عنده" .
* وقال أيضا صلى الله عليه و سلم " إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي
بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".

لكن مايهمله الكثير منا أن الأصل في الدين هو العمل ثم يكمله الدعاء والتسبيح وذكر الله وليس العكس.
إن ما يقوم به البعض منا يدعو الأمة إلى التكاسل والتهاون في الطاعات وأعمال الخير طالما يحصل على ملايين الحسنات وهو مضطجع وبجانبه الكومبيوتر المحمول. فمثلا عدد حروف القران كله في حدود 326500 حرف ، فهل معقول أن إرسال أيميل يعطي صاحبه ملايين ومليارات الحسنات وقراءة القران كله وتدبر معانيه ثلث مليون فقط؟؟؟ والله يا بلاش ...
لا نتجرأ على الفتوى فلها أهلها العالمين بها ولكن يجب أن نستعمل عقولنا وان نتدبر آيات الله وأحاديث رسوله وان نعي فعلا ما يحضنا الإسلام الحق عليه ، ولا اعتقد أن ديننا يسطح الأمور بهذه الدرجة ويهمش حياتنا بهذه الطريقة ويجعل منا " تنابلة " بلا عمل فعلي ولا منفعة عامة.
أيها السادة والسيدات، نحن في أمس الحاجة للتعاون والعمل من اجل ارتقاء الأمة وذلك بفعل الخيرات والحث عليها ، أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا في الدين من اجل إعانة الملهوف ، وعلاج المرضى ومساعدة الأرامل والفقراء والمساكين. فلنكفل اليتامى ، ولنسهل الزواج على شبابنا ومساعدتهم على أعبائه ، دعونا نخرج من أموالنا صدقات ، حتى وان كانت قليلة ، ولنتاجر مع الله في تجارة لن تبور ، بدلا من إرسال ايميلات ساذجة بلا معنى، علينا أن نطوع هذه التقنية السهلة والسريعة على الحض على فعل الخير وتنبيه الأصدقاء على مجالاته المتعددة ، على نشر الدعوة بين المسلمين ، نعم بين المسلمين فوالله لأجد أن شبابنا في حاجة إلى الدعوة إلى الله قبل دعوة غير المسلم لها ، إننا في غفلة وسيحاسبنا الله عليها.
لا أطالب أن نكون جميعنا وعاظ ولا حملة سيوف لكن أنادي بوقفة مع أنفسنا، ألا ترون أننا نضيع أوقاتنا عبثا؟ عيشوا لدنياكم وتمتعوا كما تريدون ، لا ندعوكم للرهبنة ولا الزهد لكن تذكروا أن الكثير من المسلمين يفتقدون الكهرباء ، يعيشون بلا ماء نقي للشرب ، جوعى لا يجدون حتى لقمة خبز ،مرضى ينهش السقم أجسادهم ، ينامون في العراء صيفا وشتاء ، يموتون لافتقادهم لأبسط متطلبات المعيشة ،مفتقدون للتعليم والمدارس، هؤلاء ليسوا في أقاسي الدنيا ، إنهم إخواننا في فلسطين والصومال وغيرهما ، وقد يكونون في بيتنا المجاور لكنهم يتعففون السؤال.
العمل عبادة وما ينفع الناس هو العطاء وليس فقط الدعاء ، فلنكن عطائين ، زكائين ، متصدقين ، وتذكروا قول الله تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين"
أطلت في السرد لكن لم يكن هذا كل ما أريد قوله، وأتمنى أن تكملوا انتم ولكن ليس قولا، بل فعلا.

ابشروا ياسادة


- " أكثر من ألف ألف مليون حسنة. . . في ثلاث ثوان".

- " في اقل من نصف دقيقة . . . ألف ألف حسنة".

- " كيف تكسب 15 مليار حسنة كل يوم ؟ بسيطة ، فقط ارفع يدك للسماء بعد كل صلاة وتقول ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ) ثلاث مرات ، بهذا تكون قد دعيت إلى مليار مسلم في العالم كل مرة ، يعني 3 مليار حسنة تكسبها عند كل صلاة و 15 مليار حسنة أذا دعيت بعد كل صلاة ".

- " قال الرسول – صلى الله عليه وسلم :( من دعي إلى هدى كان له من الأجر مثل من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا) ، لو أنك جاءتك رسالة خير فمررتها إلى ستة أشخاص تدعوهم إلى هذا الخير فأنت قد كسبت أجر ستة أشخاص، حسنا لو كل واحد من هؤلاء الستة أشخاص استجابوا للدعوة بدعوتهم للناس للخير وأرسل كل واحد منهم الرسالة إلى ستة آخرين ستكسب 36 من الحسنات لو كل واحد من هؤلاء الست والثلاثين .أرسلوها إلى ستة فقط سوف يزداد رصيدك إلى 216 لو إستمرينا إلى سبعة مستويات تخيل كم الرقم الذي ممكن أن يزيد من حسناتك الرقم هو 2015536 أقرأ لك الرقم ممكن صعب عليك الرقم اثنين مليون وخمسة عشر ألف وخمسمية وخمسة وثلاثين من الحسنات تتدخل رصيدك بمجرد " Click"

هذه الفقرات وغيرها الكثير تصل إلينا يوميا إلى بريدنا الالكتروني، جزآهم الله كل خير، فمن اليوم... بل من الآن لن أصلي قيام الليل، سأتوقف عن دفع الصدقات للفقراء ولا جدوى من السير إلى المسجد لصلاة الجماعة ولا فائدة تعود علي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وجميع الطاعات مقارنة بما سبق، سألتزم بيتي وسأتوقف عن عمل الخير ، ولم لا !!! فبمجرد إعادة إرسال أيميل به أحاديث نبوية أو بعض الأدعية وشوية تسبيح وتحميد وتهليل أكون قد حصلت على مليارات الحسنات ومئات ملايين الأضعاف من أعمال الخير والعبادات التي كنت أقوم بها.
سأذهب كل يوم إلى عملي وامضي ساعات العمل في إرسال الايميلات وإعادة إرسال ما يرد لي من " التنابلة أمثالي" ولكم أن تحصوا معي المليارات المتدفقة علي طوال تلك الساعات القليلة ، كل ما علي فعله هو الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر - وطبعا بجانبي "ماج نيسكافيه " وهاتك يا ايميلات. وبهذه الطريقة وبتلك الحسابات وفي خلال أسبوع أو اقل أكون قد حصلت على رصيد كافي وزيادة لإدخالي الجنة وبدون حساب وامضي بقية عمري في اللهو واللعب ، فمهما حصلت على سيئات فرصيدي من الحسنات يكفي وزيادة للتعويض – تذكروا أن السيئة تحسب بسيئة واحدة فقط.

عذرا فلن أضيع وقتي الثمين معكم ، فلدي الكثير من الايميلات التي يجب إرسالها ولا تضيعوا علي المليارات ، نلتقي الأسبوع القادم إن شاء الله ونحسب معا عدد حسناتي التي جمعتها خلال الأسبوع وأتحدى أي منكم أن يحصل على واحد من المليون من عدد حسناتي إذا بقي على حاله ولم يفعل مثلي . . .
وللحديث بقية.....

ابشروا ياسادة



- " أكثر من ألف ألف مليون حسنة. . . في ثلاث ثوان".

- " في اقل من نصف دقيقة . . . ألف ألف حسنة".

- " كيف تكسب 15 مليار حسنة كل يوم ؟ بسيطة ، فقط ارفع يدك للسماء بعد كل صلاة وتقول ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ) ثلاث مرات ، بهذا تكون قد دعيت إلى مليار مسلم في العالم كل مرة ، يعني 3 مليار حسنة تكسبها عند كل صلاة و 15 مليار حسنة أذا دعيت بعد كل صلاة ".

- " قال الرسول – صلى الله عليه وسلم :( من دعي إلى هدى كان له من الأجر مثل من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا) ، لو أنك جاءتك رسالة خير فمررتها إلى ستة أشخاص تدعوهم إلى هذا الخير فأنت قد كسبت أجر ستة أشخاص، حسنا لو كل واحد من هؤلاء الستة أشخاص استجابوا للدعوة بدعوتهم للناس للخير وأرسل كل واحد منهم الرسالة إلى ستة آخرين ستكسب 36 من الحسنات لو كل واحد من هؤلاء الست والثلاثين .أرسلوها إلى ستة فقط سوف يزداد رصيدك إلى 216 لو إستمرينا إلى سبعة مستويات تخيل كم الرقم الذي ممكن أن يزيد من حسناتك الرقم هو 2015536 أقرأ لك الرقم ممكن صعب عليك الرقم اثنين مليون وخمسة عشر ألف وخمسمية وخمسة وثلاثين من الحسنات تتدخل رصيدك بمجرد " Click"

هذه الفقرات وغيرها الكثير تصل إلينا يوميا إلى بريدنا الالكتروني، جزآهم الله كل خير، فمن اليوم... بل من الآن لن أصلي قيام الليل، سأتوقف عن دفع الصدقات للفقراء ولا جدوى من السير إلى المسجد لصلاة الجماعة ولا فائدة تعود علي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وجميع الطاعات مقارنة بما سبق، سألتزم بيتي وسأتوقف عن عمل الخير ، ولم لا !!! فبمجرد إعادة إرسال أيميل به أحاديث نبوية أو بعض الأدعية وشوية تسبيح وتحميد وتهليل أكون قد حصلت على مليارات الحسنات ومئات ملايين الأضعاف من أعمال الخير والعبادات التي كنت أقوم بها.
سأذهب كل يوم إلى عملي وامضي ساعات العمل في إرسال الايميلات وإعادة إرسال ما يرد لي من " التنابلة أمثالي" ولكم أن تحصوا معي المليارات المتدفقة علي طوال تلك الساعات القليلة ، كل ما علي فعله هو الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر - وطبعا بجانبي "ماج نيسكافيه " وهاتك يا ايميلات. وبهذه الطريقة وبتلك الحسابات وفي خلال أسبوع أو اقل أكون قد حصلت على رصيد كافي وزيادة لإدخالي الجنة وبدون حساب وامضي بقية عمري في اللهو واللعب ، فمهما حصلت على سيئات فرصيدي من الحسنات يكفي وزيادة للتعويض – تذكروا أن السيئة تحسب بسيئة واحدة فقط.

عذرا فلن أضيع وقتي الثمين معكم ، فلدي الكثير من الايميلات التي يجب إرسالها ولا تضيعوا علي المليارات ، نلتقي الأسبوع القادم إن شاء الله ونحسب معا عدد حسناتي التي جمعتها خلال الأسبوع وأتحدى أي منكم أن يحصل على واحد من المليون من عدد حسناتي إذا بقي على حاله ولم يفعل مثلي . . .

تعاطفك وحده لا يكفي


اليتامى في الملاجئ .......
ضحايا الحروب من مهجرين ومصابين ومعاقين.......
مشردو الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وزلازل.......
الفقراء والمساكين والمعوزين ........
المجاعات والتصحر والأوبئة ........
كلها وغيرها من أسباب تدعونا للتوقف لحظة مع أنفسنا .
لا يكفي التعاطف والتشدق ونظرات الأسى ، فذلك لا يطعم الفقير ولا يأوي المتشرد ولا يغيث المنكوب ، مرورنا مرور الكرام على أخبار المصابين في غزة لا يضمد الجريح ولا يشفي العليل .
قد يذرف بعضنا الدمع على ما يشاهد ويسمع ويقرأ، لكن ماذا بعد؟
ديننا الحنيف يحثنا حثا على إغاثة الملهوف ونجدة المستجير ومساعدة المريض والفقير، لكننا نعرف ونعي لكن لا نعمل بما جاء بتعاليم الدين.
فلنبدأ من هذه اللحظة بعمل فاعل في مجتمعاتنا ، ولأبواب الخير مفاتيح عدة.
التبرع بالمال ، الحمد لله كلنا يعمل ويتقاضى راتبا - كبر كان أو صغر – فلن نموت جوعا لو خصصنا درهما واحدا أو اثنين في اليوم نضعه في صندوق التبرعات المنتشر في جميع المحلات التجارية ، فإننا ننفق عشرات ومئات الدراهم في أشياء تافهة ولن نضار شيئا لو استغنينا عنها ولو لمرة واحدة.
في منازلنا الكثير من الملابس القديمة والأدوات المنزلية والأغطية وغيرها، وبدلا من رميها يمكن التبرع بها للجهات الخيرية.
توعية الآخرين بما يدور حولنا من ماسي وكوارث وحض الغير على فعل الخير إما بالحديث عنها في مجالسنا أو إرسالها للأصدقاء عن طريق البريد الالكتروني.
المساهمة في حفر الآبار وبناء المدارس والمستشفيات ودور الإيواء للمحتاجين لها حول العالم.
أبواب الخير متعددة ولنبدأ الآن ولنفعل شيء مفيد في حياتنا فالكل بانتظارك وبانتظار مساهمتك ومساعدتك.

الكل بانتظارك



اليتامى في الملاجئ .......
ضحايا الحروب من مهجرين ومصابين ومعاقين.......
مشردو الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وزلازل.......
الفقراء والمساكين والمعوزين ........
المجاعات والتصحر والأوبئة ........
كلها وغيرها من أسباب تدعونا للتوقف لحظة مع أنفسنا .
لا يكفي التعاطف والتشدق ونظرات الأسى ، فذلك لا يطعم الفقير ولا يأوي المتشرد ولا يغيث المنكوب ، مرورنا مرور الكرام على أخبار المصابين في غزة لا يضمد الجريح ولا يشفي العليل .
قد يذرف بعضنا الدمع على ما يشاهد ويسمع ويقرأ، لكن ماذا بعد؟
ديننا الحنيف يحثنا حثا على إغاثة الملهوف ونجدة المستجير ومساعدة المريض والفقير، لكننا نعرف ونعي لكن لا نعمل بما جاء بتعاليم الدين.
فلنبدأ من هذه اللحظة بعمل فاعل في مجتمعاتنا ، ولأبواب الخير مفاتيح عدة.
التبرع بالمال ، الحمد لله كلنا يعمل ويتقاضى راتبا - كبر كان أو صغر – فلن نموت جوعا لو خصصنا درهما واحدا أو اثنين في اليوم نضعه في صندوق التبرعات المنتشر في جميع المحلات التجارية ، فإننا ننفق عشرات ومئات الدراهم في أشياء تافهة ولن نضار شيئا لو استغنينا عنها ولو لمرة واحدة.
في منازلنا الكثير من الملابس القديمة والأدوات المنزلية والأغطية وغيرها، وبدلا من رميها يمكن التبرع بها للجهات الخيرية.
توعية الآخرين بما يدور حولنا من ماسي وكوارث وحض الغير على فعل الخير إما بالحديث عنها في مجالسنا أو إرسالها للأصدقاء عن طريق البريد الالكتروني.
المساهمة في حفر الآبار وبناء المدارس والمستشفيات ودور الإيواء للمحتاجين لها حول العالم.
أبواب الخير متعددة ولنبدأ الآن ولنفعل شيء مفيد في حياتنا فالكل بانتظارك وبانتظار مساهمتك ومساعدتك.