الاثنين، 8 فبراير 2010

العيد عيدين


اجتاح " المد الأحمر" أسواقنا وضرب إعصار تسونامي متاجرنا بالقلوب الحمراء ، و "دبدوب التيدي بير" ممسكا بقلبه الوردي يستقبلنا أينما حللنا ، وسهام كيوبيد تطير هنا وهناك . . . مبروك علينا . . . عيد الحب يعود من جديد . . . أهلا بالأحبة . . . أهلا بالفالنتين.
الحب من طبيعة الإنسان فالحب من أعمال القلب، و الحب موجود منذ وجد القلب في صدر الإنسان.
يقولون انه عيد وثني منذ أيام الفرس ، ومنهم ينسبونه لقديس أيام الرومان ، وآخرون يعودونه لرجل دين عشق ففسد دينه.
حرمه رجال الدين كبار السن فللمسلمين عيدين فقط ، الفطر والأضحى، أما ذوي ربطات العنق فأجازوه في حدود معينة.
لسنا في صدد البحث في أصل ذاك الاحتفال ولا في حرمته أو حلاله لأنه ليس مجالنا ولا أهل لنا بالفتوى.
قد جاءنا الطوفان فإما أن ندفن رأسنا في الرمال ونترك الملك للمالك أو نحاول أن نكيف الوضع لصالحنا مادام الشر موجود موجود ياولدي ، ولا يتقبل المحبين أية نصيحة فصوت الأدرينالين وكيمياء الحب يعلوان فوق صوت العقل.
في الأصل هذا عيد للأحبة والعاشقين ، حسنا لن " نعكنن" عليهم حياتهم ولن نعكر مزاجهم في هذه الليلة "المفترجة" ، أيتها المتيمة إذا اشتريت وردة حمراء متوهجة بالمشاعر بعشرة دراهم مثلا فلتضعي وأنت خارجة من المتجر عشرة دراهم في صندوق التبرعات فعسى أن تقبل منك صدقة وعسى أن يرضى عنك الحبيب. وأنت يا ولهان إذا ابتعت "دبدوبا" فاشتري واحد آخر وأهده لطفل مريض في المستشفى ، فقد تحسب لك حسنة عيادة مريض وربما تحن عليك المحبوبة بعبارتي غزل.
إننا لا ندعو للفسوق ولا للتهاون في مبادئ الدين ،حاشى لله،لكن لنحاول أن نستفيد من هذا اليوم باستقبال بعضنا بالسلام والابتسام فتصفى النفوس وترق القلوب بعد عام كامل من العبوس والتناحر بلا سبب. أن نقوم بزيارة لدور العجزة والمسنين ونهديهم بعض الورود ولنقل لهم لم ننسكم. بعض الألعاب لليتامى قد تمحو حزن وبؤس عام مضى.
لما لا نذهب للمستشفيات ونوزع الحلوى على مرضى لا نعرفهم ربما بذلك نرفع من روحهم المعنوية فيسارع ذلك من شفائهم.
لماذا نضع أنفسنا في الفهم الضيق لعيد العشاق هذا ونتركه فقط للمحبين، ألا يمكن أن نستغله لصالح المجتمع؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدْخُلُوا الجنَّةَ حتى تُؤْمنُوا ولا تُؤمنُوا حتى تحابوّا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتمُوه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم".
لماذا نسينا - أو تناسينا - الحب في الله، وحصرنا أنفسنا في الحب الجسدي فقط؟
لماذا أصبحت عواطفنا فقط موجهه للعشق والوله الذي قد يؤدي للفسوق وتركنا حبنا في الله ،الحب المجرد من أي غرض أو مقابل من الطرف الآخر؟
أسئلة كثيرة تحتاجون الإجابة عليها ولا يستطيع احد أن يملي عليكم أية إجابة قد ترفضونها أو لا تعتقدون بصحتها ، لكم عقول لتتفكروا ولكم قلوب لتشعروا بما هو الأفضل لكم ، وتذكروا دوما قول الرسول الهادي : ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أنْ يكونَ الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما ، وأن يُحب المرءَ لا يحبّه إلاّ لله.
فهنيئا للعاشقين في يومهم ،وهنيئا للمحبين في الله عند لقاء ربهم.

ليست هناك تعليقات: