
الطهارة من المنظور الشرعي ليست مقصورة على الاغتسال ورفع الأحداث وإزالة النجاسات، بل بمعناها الأعم الطهارة الظاهرة والطهارة الباطنة .
طهارة المال من الربا والاختلاس، طهارة القلب من الحقد والغل والحسد ،طهارة اليد من الغش والسرقة والرشوة ،طهارة العين من النظر إلى المحرمات، طهارة اللسان من الفحش في القول واللغو من الكلام، طهارة النفس من الرذائل والنفاق والرياء، طهارة البدن والثوب والمكان من النجاسات، طهارة الجوارح من الوقوع في المعاصي والفجور .
رأيت ورأيتم معي مرات ومرات بعض الناس يدخلون احد المتاجر الكبيرة ويتذوقون بعضا من الفواكه والمكسرات ، مشمش من هنا، فستق من هناك أو كرزة جذابة المنظر ( بالمناسبة سعر كيلو الكرز قد يصل في بعض أيام السنة إلى 60 درهما وعليه فان الواحدة قد يفوق سعرها الدرهمين)، ويصل التمادي إلى أن يفتح الأطفال أكياس "الشيبس" والحلوى لأكلها ثم تركها وعدم دفع ثمنها وكل هذا تحت بصر الوالدين دون أدنى نهي أو توجيه بعدم فعل ذلك وإفساد الأجيال القادمة.
يقول بعضهم أن هذه المتاجر أرباحها كبيرة ولن يضيرها هذا شيئا، لن ندخل جدلا في ذلك ولكن تخيلوا أن كل من دخل المتجر فعل ذلك – أو حتى جزء منهم عينه فارغة - فهل يبقى شيئا للبيع ؟ دعوكم من ذلك . . . ألن نحاسب أمام الله بسبب ذلك؟ أين ذهب منكر ونكير؟
كذلك نشاهد جميعا أن البعض يأخذ الأدوات المكتبية والقرطاسية التي تصرفها لهم جهات عملهم إلى البيوت وكأنها ملك شخصي وليس لحاجة العمل . . . أيجوز هذا؟ سألت احد الزملاء عن فعله ذلك استغرب وقلل من قيمة تلك الأشياء وقال أن الراتب قليل وهذا نوع من الانتقام من جهة العمل. . . أيعقل ذلك؟ أين محاسبة النفس وأين مراقبة الله؟
الكثير منا يستخدم طابعات الكومبيوتر لطباعة أمور شخصية بصورة جائرة ومفرطة، ماكينات التصوير باتت تصور كتب بدلا من المعاملات الرسمية، السيارات الحكومية والوقود المنصرف لها من الحكومة باتت تجوب الشوارع ليل نهار لاستخدامات شخصية بحتة وأحيانا يجوبون بها الإمارات المختلفة. . . أهكذا نقابل الله يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؟
هناك الكثير من السلوكيات في حياتنا يحتاج إلى النظافة، بداية من نظافة العقل من الجهل والخرافات، والطاعات من المعصية، والأخلاق من الفساد ونهاية بنظافة المأكل والملبس والمشرب. . . مع أن ليس للموضوع نهاية.
إذا كنا نحن كأرباب أسر نحتاج إلى الطهارة في التعامل فكيف نربي الأجيال القادمة؟ أين القدوة الحسنة فينا لينشأ هذا الجيل عليه؟
نقول أن فلان نظيف ، يعني أخلاقُه عالِيَة ، يدهُ طاهرة ، دخْلُهُ حلال ومَشروع ، موْقفُهُ واضِح ، علانيَتُه كَسَريرتِهِ ، يعملُ تحت ضَوء الشمس نعبر عن كلّ هذا بِكلمة نظيف .
أيها السادة لا تستصغروا من الذنوب شيء، فإنها والله لتتراكم حتى تصير كالجبال، وقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - فيمن أدمن على الصغائر وأصر عليها : فإنه يلحق بمن فعل الكبائر .
إنّ الله يحبّ المتطهّرين، هذه الصّفة مطلقة، فالمؤمن طاهرٌ في جسده، طاهرٌ في ثوبه، طاهر في قلبه، طاهر في جوارحه. ما أرْوَعَ إطلاق القرآن هذا الإطلاقٌ الشُمولي، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (222)البقرة ، ربط الله التوبة بالتطهر. . .
والدخول إلى الجنة مشروط بالطهارة، فالجنة طيبة لا يدخلها إلا الطيبون المطهرون من أدران الشرك والذنوب.
قال تعالى: {وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الزمر73. فجعل المولى تبارك وتعالى دخول الجنة معلقًا على شرط أن يكونوا طيبين طاهرين متطهرين، لأجل ذلك يحبس المؤمنون على قنطرة بين الجنة والنار، ولا يدخلون الجنة حتى يقتص بعضهم من بعض، ولا يدخل الجنة إلا النفس الطيبة.
تتحقق هذه الطهارة بإخلاص العمل لله، كل العمل، وبالتوبة النصوح والاستغفار والحسنات الماحية والبلايا المكفرة للذنوب.
كُنْ طاهرًا يحبّك الله عز وجل، إذا أقبلْت على الله عز وجل طهَّرَ قلبكَ مِمَّا سواه وطهَّرَ جوارحك عن معاصيه، واعمل ليوم سوف تلاقيه فيه وليس لديك سوى العمل الحسن شفيعا لك.
خير الهدي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم :« الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ».
طهارة المال من الربا والاختلاس، طهارة القلب من الحقد والغل والحسد ،طهارة اليد من الغش والسرقة والرشوة ،طهارة العين من النظر إلى المحرمات، طهارة اللسان من الفحش في القول واللغو من الكلام، طهارة النفس من الرذائل والنفاق والرياء، طهارة البدن والثوب والمكان من النجاسات، طهارة الجوارح من الوقوع في المعاصي والفجور .
رأيت ورأيتم معي مرات ومرات بعض الناس يدخلون احد المتاجر الكبيرة ويتذوقون بعضا من الفواكه والمكسرات ، مشمش من هنا، فستق من هناك أو كرزة جذابة المنظر ( بالمناسبة سعر كيلو الكرز قد يصل في بعض أيام السنة إلى 60 درهما وعليه فان الواحدة قد يفوق سعرها الدرهمين)، ويصل التمادي إلى أن يفتح الأطفال أكياس "الشيبس" والحلوى لأكلها ثم تركها وعدم دفع ثمنها وكل هذا تحت بصر الوالدين دون أدنى نهي أو توجيه بعدم فعل ذلك وإفساد الأجيال القادمة.
يقول بعضهم أن هذه المتاجر أرباحها كبيرة ولن يضيرها هذا شيئا، لن ندخل جدلا في ذلك ولكن تخيلوا أن كل من دخل المتجر فعل ذلك – أو حتى جزء منهم عينه فارغة - فهل يبقى شيئا للبيع ؟ دعوكم من ذلك . . . ألن نحاسب أمام الله بسبب ذلك؟ أين ذهب منكر ونكير؟
كذلك نشاهد جميعا أن البعض يأخذ الأدوات المكتبية والقرطاسية التي تصرفها لهم جهات عملهم إلى البيوت وكأنها ملك شخصي وليس لحاجة العمل . . . أيجوز هذا؟ سألت احد الزملاء عن فعله ذلك استغرب وقلل من قيمة تلك الأشياء وقال أن الراتب قليل وهذا نوع من الانتقام من جهة العمل. . . أيعقل ذلك؟ أين محاسبة النفس وأين مراقبة الله؟
الكثير منا يستخدم طابعات الكومبيوتر لطباعة أمور شخصية بصورة جائرة ومفرطة، ماكينات التصوير باتت تصور كتب بدلا من المعاملات الرسمية، السيارات الحكومية والوقود المنصرف لها من الحكومة باتت تجوب الشوارع ليل نهار لاستخدامات شخصية بحتة وأحيانا يجوبون بها الإمارات المختلفة. . . أهكذا نقابل الله يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؟
هناك الكثير من السلوكيات في حياتنا يحتاج إلى النظافة، بداية من نظافة العقل من الجهل والخرافات، والطاعات من المعصية، والأخلاق من الفساد ونهاية بنظافة المأكل والملبس والمشرب. . . مع أن ليس للموضوع نهاية.
إذا كنا نحن كأرباب أسر نحتاج إلى الطهارة في التعامل فكيف نربي الأجيال القادمة؟ أين القدوة الحسنة فينا لينشأ هذا الجيل عليه؟
نقول أن فلان نظيف ، يعني أخلاقُه عالِيَة ، يدهُ طاهرة ، دخْلُهُ حلال ومَشروع ، موْقفُهُ واضِح ، علانيَتُه كَسَريرتِهِ ، يعملُ تحت ضَوء الشمس نعبر عن كلّ هذا بِكلمة نظيف .
أيها السادة لا تستصغروا من الذنوب شيء، فإنها والله لتتراكم حتى تصير كالجبال، وقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - فيمن أدمن على الصغائر وأصر عليها : فإنه يلحق بمن فعل الكبائر .
إنّ الله يحبّ المتطهّرين، هذه الصّفة مطلقة، فالمؤمن طاهرٌ في جسده، طاهرٌ في ثوبه، طاهر في قلبه، طاهر في جوارحه. ما أرْوَعَ إطلاق القرآن هذا الإطلاقٌ الشُمولي، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (222)البقرة ، ربط الله التوبة بالتطهر. . .
والدخول إلى الجنة مشروط بالطهارة، فالجنة طيبة لا يدخلها إلا الطيبون المطهرون من أدران الشرك والذنوب.
قال تعالى: {وَسِيقَ الَذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الزمر73. فجعل المولى تبارك وتعالى دخول الجنة معلقًا على شرط أن يكونوا طيبين طاهرين متطهرين، لأجل ذلك يحبس المؤمنون على قنطرة بين الجنة والنار، ولا يدخلون الجنة حتى يقتص بعضهم من بعض، ولا يدخل الجنة إلا النفس الطيبة.
تتحقق هذه الطهارة بإخلاص العمل لله، كل العمل، وبالتوبة النصوح والاستغفار والحسنات الماحية والبلايا المكفرة للذنوب.
كُنْ طاهرًا يحبّك الله عز وجل، إذا أقبلْت على الله عز وجل طهَّرَ قلبكَ مِمَّا سواه وطهَّرَ جوارحك عن معاصيه، واعمل ليوم سوف تلاقيه فيه وليس لديك سوى العمل الحسن شفيعا لك.
خير الهدي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم :« الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ».

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق