الاثنين، 8 فبراير 2010

لم نشق جيوبا .ً . ولم نلطم خدودا .ً .



أخي المسلم، أختي المسلمة ، لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين وللأسف من الظواهر اللافتة للنظر التي ازداد انتشارها شيوع الجفاء مع النبي ومع سنته العطرة وباتت مهجورة لا احد يعمل بها مع أنها من صميم الدين وثاني جهة تشريعية بعد القران ، وكذلك التهاون في الالتزام بالسنة النبوية، سواء أكان ذلك في الهدي الظاهر، أم في جوانب الممارسة الشخصية أو الدعوية، ونحوهما .والمحزن أن الأمر تجاوز عند بعضهم مرحلة القصور الشخصي إلى التزهيد بتطبيق السنة، والتقليل من شأنها، بل التكلف بالاستدلال بأدلة واهية واضحة القصور.
وإذا تأملت قول الله ـ عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، علمت أن التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من دلائل الإيمان، ولا يوفق له إلا من تعلق قلبه برجاء الله، وخاف من عقابه.

ومما يؤلم المسلمين ان من بينهم فئة تهاجم الأمة ولا هم لهم سوى إيجاد العيوب في إيمان المسلمين الآخرين ، فيكيلوا إليهم نعوتاً من أمثال: مشركين، كافرين، مبتدعين. ولا يجدون أسهل من أن يبدلوا ما اتفق عليه أئمة المسلمين على مدى أربعة عشر قرناً ويسمونه: بدعاً، شركاً أو كفراً.
* إن الاحتفال بذكرى مولد النبي ، وأن الاجتماع للاستماع إلى السيرة والمدائح النبوية ، وإطعام الطعام وإدخال البهجة إلى قلوب الأمة في تلك المناسبة جائز طالما كان في حدود الدين وبدون مغالاة ولا تعدي على المباحات.
* أن هذه الاحتفالات في ذكرى مولد الرسول مفيدة ومنشطة لجهة دعوة الناس للإسلام وتعليم الأطفال أمور الدين، كما أن فيها فرصة ذهبية لا تعوض لكل الأئمة والدعاة لكي يرشدوا ويذكَروا الآمة المحمدية بأخلاقه وطريقة عبادته ومعاملته للناس.
* إن الاحتفال بالمولد النبوي يجب ألا يكون فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول بل يجب أن يقام في كل يوم من كل شهر وفي كل مسجد، لكي يشعر الناس بنور الإسلام ونور الشريعة تدخل في قلوبهم.
* طالما كان الاحتفال ببدر والإسراء والمعراج والهجرة وليلة النصف من شعبان مباحا، فلماذا إذن نجافي الرسول ونحرم الاحتفالات بمولده وننعتها بالبدعة، وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!؟
إن هذه الاحتفالات كلها تجديد للعلم والفكر والإيمان وتذكير الناسي ، وتنبيه الغافل ورد التائه إلى الدين.
* إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو الاحتفال بالإسلام عينه، ذلك لأن النبي هو رمز الإسلام.

يقول الإمام متولي الشعراوي - رحمه الله - في كتابه "مائدة الفكر الإسلامي" ص 295، إذا كان بنو البشر فرحون بمجيئه لهذا العالم، وكذلك المخلوقات الجامدة فرحة لمولده وكل النباتات فرحة لمولده وكل الحيوانات فرحة لمولده وكل الجن فرحة لمولده، فلماذا تمنعونا من الفرح بمولده.

من البديهي أن تكون لنا دراية عن نبينا عن حياته، معجزاته، مولده، أخلاقه، إيمانه، آياته، خلواته وعبادته، أو ليست هذه المعرفة واجبة على كل مسلم؟ فما الذي هو أفضل من الاحتفال وتذكر مولده الذي يمثل أساس حياته كمقدمة لنكتسب المعرفة عن حياته؟ فبتذكرنا لمولده نبدأ بتذكر كل شيء عنه، وبذلك يرضى الله عنا لأننا حينئذ نصبح قادرين على أن نعرف سيرة النبي على وجه أفضل، ونصبح أكثر استعداداً لكي نجعله مثالاً لنا نصلح به عثراتنا ونقتدي به. ولهذا كان الاحتفال بالمولد فضلاً عظيماً أرسل إلينا.
والواجب أن يربى الناس ـ فضلاً عن الدعاة ـ على تعظيم النبي وتعزيزه وتوقيره، ومن مقتضيات ذلك تعظيم سنته وإجلالها؛ فإذا رأيت الإنسان مقبلاً على السنة حريصاً على الاهتداء بهدي النبي علماً وعملاً؛ فاعلم أنه على خير. وإذا رأيت الإنسان يتهاون عن فعل السنن ويلتمس المعاذير للتخفف منها؛ فاعلم أنه على غير الجادة.
في هذا اليوم المبارك علينا أن نكثر من العبادات لنحمد الله على ما أتانا من فضله بأن بعث فينا نبيه الحبيب ليهدينا للإسلام والسلام ،وعلينا الإكثار من الصلاة عليه وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته علنا نصل إلى اليوم الذي نكون فيه كالصحابة الأولين رضوان الله عليهم الذين اهتدوا بهديه فهداهم الله سواء السبيل.
رغما عن أنوف المشككين والمعترضين . . . كل عام وانتم بخير.

ليست هناك تعليقات: