
من الآفات التي ابتلينا بها في هذا العصر . . الإسراف، واقصد هنا الإسراف بالمعنى الأشمل وليس المقيض فقط بالإسراف المالي.
لقد أسرفنا في مأكلنا حتى بلغت "الكروش " مبلغا تجاوز حدود ظلنا الطبيعي، وأسرفنا في مشربنا واستهلاكنا للمياه فجفت الآبار والأنهار وبتنا نشرب من مياه البحر المحلاة وأصبحنا نطبق المثل " اللي مش عاجبه يشرب من البحر" مع انه "عاجبنا " كل شيء.
أسرفنا في ديننا بتحريم كل شيء حتى أكل الملوخية فظهر فينا التطرف والمغالاة، وأسرفنا فيه بتحليل أي شيء فهناك من لا يجد في شرب الخمر منكرا ولا تعاطي المخدرات عيبا وأرسل الشاب الماجن شعره متحديا شعور النساء وان سألته قال سنة عن الرسول ، وللعلم فانه قد لا يدري أن صلاة الجمعة لا تجوز غير يوم الجمعة.
أسرفنا في استخدام خامات البيئة حتى اشتكت الأرض من قلة مواردها وصرنا نبحث في الفضاء عن كواكب أخرى صالحة للعيش حتى نحتلها ونقضي عليها بالتتالي. بالمناسبة، لم يفكر احدنا عندما " يهبش" في علبة المحارم الورقية ويخرج بطنها كم شجرة قطعت من اجل ذلك وكم الطاقة احتجناها لتصير ورقا ثم كمية الوقود الهائلة للتصنيع وإرسال المنتج له وبعد ذلك يلوث البيئة بفضلاته ونبحث عن طريقة للتخلص من النفايات وما يستلزم ذلك من تلوث آخر للبيئة واستخداما آخر للوقود والطاقة . . . كل ذلك من "هبشة " الورق فقط وقس على ذلك بقية الأشياء.
أسرفنا في الشراء ونقترض ونعيش في الديون مدى الحياة من اجل فسحة في تايلند أو سيارة فارهة نغيظ بها الأصدقاء.
أسرفنا في أفراحنا وأعراسنا وحفلاتنا ووقعنا على بياض بالطلاق مسبقا لتراكم الديون من اجل هذا الحفل وما يتبعه من تهديد مستقبل الأسرة الجديدة فقط كي نظهر أننا كرماء وأغنياء ولليلة واحدة فقط ثم نحيا إلى الأبد عبيدا للبنوك ونتسول آخر كل شهر بانتظار الشهر القادم.
أسرفنا في معاصينا لدرجة أن البعض استسهل الزنا عن الزواج والسرقة عن العمل الشريف، والربا عن التجارة المشروعة ويقولون أن الله تواب رحيم و"ربنا رب قلوب".
أسرفنا حتى في عواطفنا، فالشاب ينتحر عندما يصادف أول مشكلة تعيق ارتباطه بالمحبوبة وخوفا من ضياعها لأول مشتري ، والفتاة تتخلص من حياتها لإسرافها في عشق شاب على الانترنت فأعطته كل شيء في سبيل اللا شيء.
أسرفنا في كرهنا وإذا سلم علينا جارنا ندير وجوهنا (( ما باله هذا الرجل؟ أمجنون كي يلقي علي الصباح؟ الم يضع سيارته بالأمس أمام بابنا؟ يا له من أحمق وبلا حياء . . . سأجعل ابني يقذف نافذتهم بحجر ليكسرها)).
أسرفنا وأسرفنا وأسرفنا في شتى المجالات وتفيض الحروف من الأوراق من فرط ما كتب العقلاء منا. . . وكأننا نؤذن في مالطا او نتكلم عن أناس آخرون في احد الكواكب في مجرة أخرى تبعد عنا ملايين السنين الضوئية وبالتالي لا يعنينا الأمر من قريب أو بعيد.
إلى هنا وسيتوقف البعض عن تكملة المقال لأنه جاء وقت الاستدلال من كتاب الله بالنهي عن الإسراف لأننا حين نصل لآيات الله نقلب الصفحات أو نخرج من المنتدى – ولا حول ولا قوة اللا بالله - وهاكم بعض ما جاءكم من الكتاب المبين، وعذرا فالمجال لا يتسع لبقية الآيات ولا الأحاديث النبوية :
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} (127) سورة طـه
{وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (83) سورة يونس
{وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (151) سورة الشعراء
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (27) سورة الإسراء
{وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (33) سورة الإسراء
{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
في النهاية لا يسعنا الا الدعاء لنا ولكم بالهداية والغفران وادعوا معي إن شئتم :
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران.
لقد أسرفنا في مأكلنا حتى بلغت "الكروش " مبلغا تجاوز حدود ظلنا الطبيعي، وأسرفنا في مشربنا واستهلاكنا للمياه فجفت الآبار والأنهار وبتنا نشرب من مياه البحر المحلاة وأصبحنا نطبق المثل " اللي مش عاجبه يشرب من البحر" مع انه "عاجبنا " كل شيء.
أسرفنا في ديننا بتحريم كل شيء حتى أكل الملوخية فظهر فينا التطرف والمغالاة، وأسرفنا فيه بتحليل أي شيء فهناك من لا يجد في شرب الخمر منكرا ولا تعاطي المخدرات عيبا وأرسل الشاب الماجن شعره متحديا شعور النساء وان سألته قال سنة عن الرسول ، وللعلم فانه قد لا يدري أن صلاة الجمعة لا تجوز غير يوم الجمعة.
أسرفنا في استخدام خامات البيئة حتى اشتكت الأرض من قلة مواردها وصرنا نبحث في الفضاء عن كواكب أخرى صالحة للعيش حتى نحتلها ونقضي عليها بالتتالي. بالمناسبة، لم يفكر احدنا عندما " يهبش" في علبة المحارم الورقية ويخرج بطنها كم شجرة قطعت من اجل ذلك وكم الطاقة احتجناها لتصير ورقا ثم كمية الوقود الهائلة للتصنيع وإرسال المنتج له وبعد ذلك يلوث البيئة بفضلاته ونبحث عن طريقة للتخلص من النفايات وما يستلزم ذلك من تلوث آخر للبيئة واستخداما آخر للوقود والطاقة . . . كل ذلك من "هبشة " الورق فقط وقس على ذلك بقية الأشياء.
أسرفنا في الشراء ونقترض ونعيش في الديون مدى الحياة من اجل فسحة في تايلند أو سيارة فارهة نغيظ بها الأصدقاء.
أسرفنا في أفراحنا وأعراسنا وحفلاتنا ووقعنا على بياض بالطلاق مسبقا لتراكم الديون من اجل هذا الحفل وما يتبعه من تهديد مستقبل الأسرة الجديدة فقط كي نظهر أننا كرماء وأغنياء ولليلة واحدة فقط ثم نحيا إلى الأبد عبيدا للبنوك ونتسول آخر كل شهر بانتظار الشهر القادم.
أسرفنا في معاصينا لدرجة أن البعض استسهل الزنا عن الزواج والسرقة عن العمل الشريف، والربا عن التجارة المشروعة ويقولون أن الله تواب رحيم و"ربنا رب قلوب".
أسرفنا حتى في عواطفنا، فالشاب ينتحر عندما يصادف أول مشكلة تعيق ارتباطه بالمحبوبة وخوفا من ضياعها لأول مشتري ، والفتاة تتخلص من حياتها لإسرافها في عشق شاب على الانترنت فأعطته كل شيء في سبيل اللا شيء.
أسرفنا في كرهنا وإذا سلم علينا جارنا ندير وجوهنا (( ما باله هذا الرجل؟ أمجنون كي يلقي علي الصباح؟ الم يضع سيارته بالأمس أمام بابنا؟ يا له من أحمق وبلا حياء . . . سأجعل ابني يقذف نافذتهم بحجر ليكسرها)).
أسرفنا وأسرفنا وأسرفنا في شتى المجالات وتفيض الحروف من الأوراق من فرط ما كتب العقلاء منا. . . وكأننا نؤذن في مالطا او نتكلم عن أناس آخرون في احد الكواكب في مجرة أخرى تبعد عنا ملايين السنين الضوئية وبالتالي لا يعنينا الأمر من قريب أو بعيد.
إلى هنا وسيتوقف البعض عن تكملة المقال لأنه جاء وقت الاستدلال من كتاب الله بالنهي عن الإسراف لأننا حين نصل لآيات الله نقلب الصفحات أو نخرج من المنتدى – ولا حول ولا قوة اللا بالله - وهاكم بعض ما جاءكم من الكتاب المبين، وعذرا فالمجال لا يتسع لبقية الآيات ولا الأحاديث النبوية :
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} (127) سورة طـه
{وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (83) سورة يونس
{وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (151) سورة الشعراء
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (27) سورة الإسراء
{وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (33) سورة الإسراء
{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
في النهاية لا يسعنا الا الدعاء لنا ولكم بالهداية والغفران وادعوا معي إن شئتم :
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق