الاثنين، 8 فبراير 2010

وماذا بعد !


سؤال بسيط سنطرحه على أنفسنا وكل منكم سيعرف سؤاله وعليه الإجابة لنفسه . . .

بعضنا عاش ويعيش في لهو ومتعة واستمتاع وتقريبا لم يدع شيء في نفسه إلا وفعله، عاش دنياه كما يجب، هنيئا له دنياه. . . ولكن .. ماذا بعد!
بعضنا والحمد لله - والله يزيده - قضى أوقاته في العبادة وقراءة القرآن والسماع إلى التسجيلات الإسلامية وفي طاعة الله، وأدى كل ما أمر به الإسلام واجتنب جميع النواهي . . . . ثم ماذا بعد!
ويهب الله بعضنا الخير الكثير- وندعو له بالزيادة ولا حسد - وأعطاه كل أو بعض ما يتمناه أي إنسان ، مزارع وتوكيلات سيارات ووظيفة مرموقة ومحال تجارية وأموال قد لا يستطيع حسابها وأحيانا يكون قد اكتفى وزيادة وتمتع بكل مال اكتسبه من جهده ومن تعبه . . . وماذا بعد؟
آتى ربنا - عز وجل - البعض من لدنه العلم الغزير ، والتبحر في خفايا علم الأرض وما تحتها وما فوقها وما يحيط بنا في الكون وما نراه وما لا نراه من خلق الله من الذرة حتى اكبر مجرة ، وصار علامة في وجه التاريخ . . . وماذا بعد؟
وذاك موفور الصحة والعافية ويمتلك قوة في البدن وطاقة في الجسد – أدامهما الله عليه – يتنقل من نادي صحي إلى " جيم" ثم إلى معهد لياقة بدنية ، وصار شمشون زمانه وناء جسمه تحت حمل عضلاته الثقيلة . . . فماذا بعد؟
رزق الله بعضنا الجاه والنسب والحسب وسطوة في الحكم ورفعة في الشأن والمكانة العالية بين الناس ، يحب المجتمع ، ويحبهم . . . وماذا بعد؟

تلك كانت بعض مما أتاه الله ووهب به الكثير منا وفي نفس الوقت يفتقد أيضا الكثير منا لتلك المنح الربانية لأسباب ولحكمه لا يعلمها إلا الواهب القدير ، فهو من قائل بعد بسم الله الرحمن الرحيم :" وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

والسؤال الذي طرحناه في البداية. . . وماذا بعد؟
وماذا بعد إشباع الذات حتى التخمة والفردية المطلقة حتى الثمالة . . . الكثير منا حقق أحلامه الفردية واستكفى ووصل إلى ما كان يحلم به من قوة أو علم أو جاه أو سعادة أو غنى، وكل ما تلا ذلك إنما رفاهية لن تزيده أكثر مما وصل إليه.
ماذا حققنا على المستوى الاجتماعي والوطني والبشري بعد أن وصلنا إلى نهاية التشبع الفردي ووصول "الأنا " إلى أقصى حد . . . الدنيا لا تدوم على حال ولن تدوم إلى الأبد. . .

هل فكرنا في: وماذا بعد؟

ليست هناك تعليقات: