الاثنين، 8 فبراير 2010

المنطقة الرمادية


ما بين اللون الأسود واللون الأبيض وما بين الخير والشر وما بين الجميل والقبيح وما بين النصر والهزيمة ومابين الحلال والحرام. . . منطقة رمادية ضبابية مشوشة يصعب تصنيفها ولا يحكمها قانون إلا قانون الاختيار بين الأخلاق والضمير... واللا أخلاق واللا ضمير ، والاختيار ما بين الذي يصح والذي هو بعيد تماما عن الصحيح، فهي تقع في مساحة هلامية بين الحلال والحرام ... بين الخطأ والصواب ... بين الموقف و اللا موقف ...
تلك المنطقة تسكنها عقول رفضت إلا أن تعيش على أن خير الأمور الوسط مع أن هناك الكثير من أمورنا المصيرية لا تحتمل تلك المناورة الأخلاقية.
الشخصية الرمادية هي شخصية مخيفة .. غير مأمونة.. فضلت العيش على تلك الحالة بل ونجحت باقتدار فيها .. تميل أحياناً إلى البياض حتى نكاد نظنها رمزاً للخير .. ثم تفاجئنا بلونها الأسود حتى تكاد تفقدنا إيماننا بالبشر وثقتنا فيهم .. الشخصية الرمادية تحدد مواقفها وتستمد قيمها من نظريات العرض والطلب.. ودستورها يستمد حكمه من مادة واحدة هي قانون المصلحة.. وقناعاتها تتشكل حسب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة داهسة - لتحقيق ذلك - على كل الأخلاق والمثل والتعاليم الدينية.
إيقاع الحياة في هذا العصر أدى لازدياد المناطق الرمادية .. وتكاثر الأشخاص الرماديين بشكل بكتيري مقزز ...
علينا الحذر منهم وعلينا أيضا قدر الإمكان تجنب اختياراتنا الباهتة والمشوشة فحياتنا لا تحتمل أنصاف الحلول أو ضبابية الأخلاق والدين.
نسأل الله أن يجنبنا شر المناطق الرمادية ... والشخصيات الرمادية ...


قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقْدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وَهِيَ الْقَلْبُ"

ليست هناك تعليقات: